بريدُ السّحَر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
[ إلى أولئك الذين يرحلون عنا دونما وداع ] | |
* | |
أوّاهُ يا قلبُ كم هجرًا ستحتملُ | الدّمعُ يَشرَقُ والأحشاءُ تشتعلُ |
لا تألَفُ الرّوح خِلاّ تستضيئُ به | في حُلكة الدّهر، حتّى يمكُرَ الأجَلُ |
كانوا هنا سندا كانوا هنا بلدا | لكنّهم رحلوا، والصّمتُ مُنسدلُ |
ما أوجع الصّمت حين الصّبرُ يُقنعه | كي لا يبوحَ وكي لا يسقُطَ الرّجلُ |
**** | |
كم ينسجُ الفكرُ أوهاما تُشرّده | كم سافرت للجوى في دمعها المُقلُ |
يا ِوحدةً سكنت أصقاع أنسجتي | حتّى كأن دمي للنّبض مُعتَقَلُ |
أكُلما برقَت في الأُفق ساريةٌ | يجتثّها البُعدُ لا يحيا بها الأملُ |
**** | |
اليومَ ينتابُني من ذكرهم وجعٌ | كم هيّجتني شجونٌ كلّها عِللُ |
أكادُ ألثم وجها حين أذكره | يهتزّ بي الشوقُ لكن يخدعُ الطللُ |
في كل حين يضامُ القلبُ تذكرةً | حتّى يُشرّعَ من تشريديَ المثلُ |
يا مَنبت الرّوح والوجدان يا بلدي | قد ضجّت النفسُ بالأغلال ما العملُ؟ |
حتّامَ تركبنا الأسفارُ حاملة | أحلاَمَنا البيضَ والآلامُ تعتملُ؟ |
يا قُرّة العين في الأكوان يا بلدي | مالي أرافقُ قلبا لفَّه الوجلُ؟ |
آمنتُ بالأرض أُمّا لستُ أُنكرها | مهما قضى الدّهرُ نبضُ الرّوح متّصلُ |
أمّاه قد نضجت في العشق أغنيتي | لِمْ لا أبوحُ وأشكو ثمّ أبتهلُ ؟ |
**** | |
يا سيّد القلب لا الأيامُ مُسعفةٌ | ولا المكانُ فماذا ينفعُ الغزلُ ؟ |
أشتاقُ للذكْر والآمالُ سابحة ٌ | ما ألطَف الذكرَ حين الليلُ يشتملُ |
إنّي سأذكر في الأحلام من رحلوا | علّ السلامَ إلى وجدانهم يصلُ |
قد يكتوي الجسدُ المنهوكُ من كَبَد | أو يُربكُ الخطوُ بالأثقال تُحتملُ |
لكنّني سفَرٌ يبقى على سفر | قد تعصفُ الرّيحُ لكن يثبُتُ الجبلُ |