يا عُشَّاقَ اللَّونِ الأزرقْ |
البَحرُ يَموتْ |
و سماءُ الدُّنيا تَتَمَزَّقْ |
يا عُشَّاقْ |
لَنْ أكتُبَ مَرثاةَ الألوانْ |
لا الدَّمعُ مَعي في هذي اللحظةِ |
لا الأحزانْ |
لَكِنّي في زَمَنِ اللحظةْ |
أرمي أسئِلَتي |
أرمي أقنِعَةَ الفَرحَةِ |
و أُحاوِلْ |
أنْ أنزَعَ جِلْدي |
أرمي صَوتي |
أُلغي رأسي |
كي تَسقُطَ أزمِنَةُ الكِتمانْ |
*** |
يا عُشَّاقْ |
يا مَنْ أبكيكُمْ في قَلبي |
و أُغَنيكُمْ |
إنْ ثارت ثائِرَةُ الألحانْ |
يا عُشَّاقْ |
يا مَن مِن دُونِ مُكاشَفَةٍ |
يَعتَرِفُ الحبُ لَكُمْ عَنّي |
و يُعيدُ الصَوتُ لَكُمْ عَنّي |
أحلامَ النَّهرِ |
و أشواقَ الشُطآنْ |
يا عُشَّاقَ اللَّونِ الأزرق |
يا مَنْ يُنبِتُكُمْ صَوتُ الرعدِ بأورِدَتي |
فَتُمَزِّقُ أَخيلَتي النسيانْ |
يا مَنْ ألقَاكُمْ خَلفَ البُعدِ |
و خَلفَ الغُربَةِ و الهِجرانْ |
*** |
يا عُشَّاقَ اللَّونِ الأزرق |
البَحرُ يَمُوت |
هَلْ نُحيي الصَّمتَ |
و نَنتَظِرُ الجُثمانْ |
هَلْ نضحكُ في وَجهِ الأحزانْ ؟! |
يا عُشَّاقْ |
هَلْ نَبحثُ عَنْ بَحرٍ آخَرْ |
مِن صُنعِ أميركا أو اليابانْ ؟! |
يا عُشَّاقْ |
مِن أينَ تَمُرُّ جَنَازَتُنا الكُبرى |
إنْ مَاتَ البَحرُ ؟! |
لا نَعشٌ يَحمِلُ هذا البَحر |
لا قَبرٌ يَسَعُ البَحر |
يا عُشَّاقْ |
إنْ مَاتَ البَحرُ |
لَنْ نَحضُرَ في يَومِ التكفينْ |
لَنْ نَلحقَ ساعاتِ التأبينْ |
إنْ مَاتَ البَحر |
ألكُلُّ يَمُوتْ |
يا عُشَّاقَ اللَّونِ الأزرق |
البَحرُ يَمُوتُ |
يَمُوتُ البَحرُ |
غَرَقاً في بَولِ الأمريكانْ |
شَنقاً في صَارِيَةِ الطُغيانْ |
خَنقاً في كُلِّ عِقَالٍ |
يَعتَقِلُ الأذهانْ |
دَهساً في كُلِّ مُؤامرةٍ |
تَلتَفُّ بِمُؤتَمرٍ فَنَّانْ ! |
البَحرُ يَموتُ |
يَمُوتُ البَحرُ |
صَمتَاً في أرضِ الصَّمتِ الدَّولِيَّةْ |
أرضٍ تَرتَصُّ غَبَاوَاتٍ |
و غَبَاوَاتٍ |
و غَبَاوَاتٍ |
مِن حِقبة آدَم |
حتى الآنْ !! |