رَجعة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا أنا هذا ! | و لا هذا أنا !! | بيننا يَنكَسِرُ التاريخُ | فالدنيا بلا خارطةٍ ! | و الليلُ لم يُولدْ بهِ نجمٌ | و لا للصبح لونٌ أو ظِلالْ | ،،، | لا أنا هذا | و لا هذا أنا | كنتُ في قِمَّةِ أحلامي | على شُرفةِ أشواقي | و آفاقِ الخيالْ | فتطلَّعتُ إلى الساعةِ | مُشتاقاً لميعادٍ يُنادي بالوِصالْ | فوجدتُ الساعةَ الخرساءَ | لا تدري عَنِ الوقتِ ! | و لا تعلمُ بالوعدِ | و لا تفهمُ شيئاً عن زماني | راجعاً عقربُها عكسَ الزمانِ | مثلما مِروحةٌ دارت بأقصى سُرعةٍ | للشمالْ | طائراً عقربُها | مُسرعاً يطوي مِنَ الساعةِ أياماً | سنيناً و قروناً | فتعجبتُ ، تعجبتُ | مِنَ الساعةِ و العقربِ | و العَصفِ السريع | عجباً | بل دهشةً | بل جُنوناً و خَبالْ | فتلفَّتُ | لَعَلّي أعرفُ الوقتَ مِنَ الأضواءِ | أو مِن أيِّ شَخصٍ | فرأيتُ الكُلَّ مِنْ حَولي توارى | في غُموضٍ و انذِهالْ | لم يكن عقربُها يجري وَحيداً | بَلْ جميعُ الناسِ | و الأرضُ و كُلُّ الكائِنات | كُلُّنا نمضي إلى ماضٍ سَحيق | كيفَ ؟ ، لا أدري | تحولتُ إلى طِفلٍ | تحولتُ جنيناً | و تجاوزتُ عناويني و أطواري | و أُمّي و أبي ! | و عبرتُ النسلَ مِن آلٍ | إلى آلٍ و آلْ | و تجاوزتُ ملايناً | مِنَ الأحياء و الموتى | مُلوكاً و لُصُوصاً | و جموعاً من صُفوفِ الأنبياء | كُلُّهُم كانوا نِساءً و رجالْ | قَدْ عبرتُ الكُلَّ | مِن دُونِ زمانٍ و مجالْ | و توقَّفتُ هُناك | هُناك | واقفاً في طِينةِ البدءِ | أرى نوراً و وِدَّاً و جمالْ | يا جمالاً | ما رأتهُ العينُ | لم يخطرْ بِبالْ | كنتُ في الطينِ | أنا الناسُ ! | و كُلُّ الناسِ في الطينِ أنا ! | لا أرى الأسماء | و الأشكالَ | لم ألحظْ جَنوباً أو شَمالْ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سالم أبوجمهور القبيسي) .