عَامُكَ الثَّالِثُ وافى يَا أَميرِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
عَامُكَ الثَّالِثُ وافى يَا أَميرِي | لَمْ تَمُتْ بَلْ أَنتَ حَي في ضَمِيرِي |
لَسْتُ أَنسَى كيْفَ أَنْسَى أَبَدَ | الدَّهْرِ خِدْنِي وَحَبِيبِي وَنَصِيرِي |
كَيْفَ أَنسَى عَطْفَهُ أَوْ ظَرْفَهُ | أَو بَشاشَاتِ مُحَيَّاهُ المُنِيرِ |
كَيْفَ أَنْسى ذلِكَ الإِقْدَامَ إِنْ | أَحجَمَ الشُّجْعَانُ فِي الأَمْرِ الخَطِيرِ |
كَيْف أَنْسى صَوْلَةَ الحَزْمِ إِذا | قُرِنَتْ بِالعَزْمِ فِي الْقَلْبِ الكبِيرِ |
كَيْف أَنْسَى جوْدَ ذَاكَ الْمُجْتَدَى | والتِّراكَ الحُلوَ مِنْ ذَاكَ القَدِيرِ |
لَمْ يَكنْ فِي الشَّرْقِ قَيْلٌ مِثْلُهُ | حَوَّلَ البَأْسَ إِلى رِفْقٍ وَخِيرِ |
قَامَةٌ كالرُّمْحِ وَجْهٌ كَالضُّحَى | هَيْبةٌ كاللَّيْثِ لُطْفٌ كَالعبِيرِ |
كَانَ ما يَبْنِي لِمُسْتَقبَلِهِ | خَيْرُ مَا يَبْنِي حَصِيفٌ لِلمَصِيرِ |
آهِ لوْ أُمْهِلَ عَاماً بَعْدَ مَا | هَيَّأَ الأَسْبَابَ فِي الْعامِ الأَخِيرِ |
لَرَأَتْ أُمَّتُهُ مِن بِرِّهِ | عِظَماً فِي الْبَذْلِ مَفْقُودَ النَّظِيرِ |
بُغْيَةٌ لِلْخَيْرِ حَالَتْ دُونَهَا | قَسْوَةُ المَوْتِ عَلى الشَّعْبِ الْفَقِيرِ |
إِنْ يَكُنْ أَخطأَها قَسْراً لَقَدْ | جَلَّ مَا قَدَّمَ فِي الْعُمْرِ الْقَصِيرِ |
مَنْ عَذِيرِي إِنَّنِي أَبْكِي وَمَا | كُلُّ مَفْقُودٍ كَهَذا مَنْ عَذِيرِي |
إِنمَا الشَّكْوَى وَقَدْ عَزَّ الأَسَا | آخِرُ السَّلْوَى لذِي الْقَلْبِ الْكسِيرِ |