إِلَى الْغَادَةِ الزَّهْرَاءِ مِنْ آلِ فَاضِلٍ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
إِلَى الْغَادَةِ الزَّهْرَاءِ مِنْ آلِ فَاضِلٍ | إِلَى الْكَوْكَبِ الوَضَّاحِ مِنْ آلِ مَسْعَد |
تَحِيَّاتِ دَاعٍ لِلْعَرُوسَيْنِ مُخْلِصاً | بَأَنْ يَبْلُغَا أَوْجِيْ صَفَاءٍ وَسُؤْدَدِ |
وَأَنْ يُعْمَرا عُمْراً طَوِيلاً وَيَلْبَثَا | بِنُعْماءِ تُفْضِي كُلَّ يَوْمٍ إِلى غَدِ |
وَأَنْ يَمْكُثَا فِي أُلْفَةٍ وَمَحَبَّةٍ | يَظَلُّ غَيُوراً مِنْهُمَا كُلُّ فَرْقَدِ |
أَمِينَيْنِ فِي جَاهِ الأَمِينِ وَظِلِّهِ | نِكَايَاتِ أَعْدَاءٍ وَأَعْيُنِ حُسَّدِ |
أَمِينٌ بَنَى لِلْمَجْدِ بَيْتاً مُشَيَّداً | عَلَى الْجَدِّ أَعْظَم بِالْبِنَاءِ المُشَيَّدِ |
حَذَا حَذْوَهُ مِيشِيلُ بَلْ زَادَ هِمَّةً | وَمَنْ لأَبِيهِ بِالشَّبَابِ المُجَدِّدِ |
فَتىً قَبَلٌ سَمحُ الْمُحَيَّا كَأَنَّهُ | كَمِيتُ الحِمِيُا طَاهِرُ القَلْبِ وَاليَدِ |
عَلَى النَّفْعِ مِقْدَامٌ عَنِ الضَرِّ مُحْجَمٌ | إِذَا مَا اسْتَبَانَ الرَّأْيَ لَمْ يَتَرَدَّدِ |
وَلَوْ شِئْتُ تعْدَاداً لأَوْصَافِ آلِهِ | لأَطْرَبْتُكُمْ بِالْحَقَّ لاَ بِالتَوَدُّدِ |
هُمُ الأَهْلُ وَالأَحْبَابُ وَالجِيرَةُ الأُولى | لِذِكْرَاهُمُ فِي الْقَلْبِ أَشْهَى تَرَدُّدِ |
رَأَيْنَا كَمَالَ الأُمِّ وَالبَيْتَ عِنْدَهُمْ | وَحِكْمَةَ فِتْيَانٍ وَعِفَّةَ خَرَّدِ |
وَأَيّاً تُعَاشِرْ شَاهِداً كَنْهَ أَمْرِهِ | تَجِدْ مَحْضَهُ لَيْسَ الْمَغِيبُ كَمَشْهَد |
كَفَى الْوُدَّ عِنْدِي أَنَّهُمْ نَبْتُ زَحْلَةٍ | وَزَحْلَةُ لِي دَارٌ وَجَارَةُ مَوْلِدِ |
قَضَيْتُ بِهَا عَهْداً فَمَا زِلْتُ رَاجِعاً | إِلَيْهِ بِقَلْبٍ شَيِّقٍ مُتَعَهِّدِ |
إِلَّي حَبِيبٌ قُوْمُها وَهَوَاؤُهَا | وَمَا ثَمَّ مِنْ حَيٍّ وَمَاءٍ وجَلْمَد |
تُنَاظِرُ طُوْدَيْهَا بِمِرْآةِ نَهْرِهَا | وَبَهْجَةَ مَا فِي لَيْلِهَا مِنْ تَوَقُّدِ |
بِوَحْيِ هَوَاهَا رَاعَ شِعْرِي إِجَادَةً | فَأَنْشَدَهُ فِي قَوْمِهِ كُل مُنْشِدِ |
فَإِنِّي لِمَا أَدْرِي وذَاكَ مَكَانَهُ | أَأَخْلَدْتُهُ فِي النَّاسِ أَمْ هُوَ مُخْلِدِي |
أُهَنِّيءُ مِيشِيلَ الْعَزِيزَ وَآلَهُ | أُهَنِّيءُ أَزْكَى غَادَةٍ طِيبِ مُحْتَدِ |
مِنَ الْعُنْصُرِ الأَنْقَى مِنَ الْمَعْدَنِ الَّذِي | فَرَائِدَهُ مَخْلُوقَةٌ لِلْتَفَرُّدِ |
عَرُوسٌ بِهَا الْحُسْنَانِ خُلْقاً وَخِلْقَةً | يَقُولاَنِ سُبْحَانَ الْمَلِيكِ المُوَحَّدِ |
أَلاَ فَاغْنَمَا صَفْوَ الْحَيَاةِ وَسَعْدَهَا | وَجِيئا بِنَسْلٍ صَالِحٍ مُتَعَدَّدِ |
وَفَاءً كَهَذَا العَهْدِ فَلْيَكُنِ الْعَهْدُ | وَعَدْلاً كَهَذَا العِقْدِ فَلْيَكُنِ العِقْدُ |
قَرَانُكُمَا مَا شَاءَهُ لَكُمَا الْهَوَى | وَبَيْتُكُمَا مَا شَادَهُ لَكُمَا السَّعْدُ |
فَقُرَّا وَطِيبا فَالْمُنَى مَا رَضَيْتُمَا | وَدَهْرُكُمَا صَفْوٌ وَعَيْشُكُمَا رَغْدُ |
وَمَا جَمَعَ اللهُ النَّظِيرَيْنِ مَرَّةً | كَجَمْعِكُمَا وَالنَّدُّ أَوْلَى بِهِ النَّدُّ |
تَضَاهَيْتُمَا قَدْراً وَحُسْناً وَشِيْمَةً | كَمَا يَتَضَاهَى فِي تَقَابُلِهِ الْوَرْدُ |
أَعَزُّ أَعِزَّاءِ الحِمَى أَبَواكُمَا | وَأَسْطَعُ جَدٍّ فِي العُلَى لَكُمَا جَد |
كَفَى بِحَبِيبٍ فِي أَسَاطِينِ عَصْرِهِ | هُمَاماً عَلَى الأَقْرَانِ قَدَّمَهُ الجَدُّ |
إِذَا مَا بَدَا دَلَّتْ جَلالَةُ شَخْصِهِ | عَلَى أَنَّهُ فِي قَوْمِهِ الْعَلَمُ الْفَرْدُ |
قَضَى فِي جِهَادِ الدَّهْرِ أَطْوَلَ حُقْبَةٍ | فَمَا خَانَهُ فِيهَا الذَّكَاءُ ولاَ الجِهْدُ |
وَمَا زَادَهُ زِيَغُ السِّنِينِ بِلَحْظَهِ | سِوَى نَظَرٍ فِي حَالِكِ الأَمْرِ يَسْتَدُّ |
لَهُ الْبَيْتُ غَايَاتُ الْمَعَالِي حُدُودُهُ | وَلَكِنْ بِلُطْفِ اللهِ لَيْسَ لَهُ حَدُّ |
مَشِيدٌ عَلَى التَّقْوَى مَنِيعٌ عَلَى العِدَى | قَرِيبٌ إِلى العافِينَ عَذْبٌ بِهِ الوَرْدُه |
مَتِينٌ عَلَى الأَرْكَانِ وَهْيَ ثَلاَثَةٌ | بِأَمْثَالِهَا تَحْيِي أَبُوَّتَهَا الْوُلْدُ |
ذَكَرْتُ شَبَاباً لَوْ سَرَدْتَ صِفَاتِهِمْ | وَآيَاتِهِمْ فِي الْفَضْلِ لَمْ يَحْصِهَا السَّرْدُ |
أُولَئِكَ هُمْ يَوْمَ الفِخَارِ شُهُودُنَا | عَلَى أَنَّنَا أَكِفَّاءُ مَا يَبْتَغِي الْمَجْدُ |
وَإِنَّا إِذَا اسْتَكْفَتْ بِلاَدٌ حِمَاتِهَا فَفِينا | الْحَكِيمْ الضَّرْبُ وَالأَسَدُ الوَرْدُ |
وَمَنْ لَكَ فِي الْفِتْيَانِ بِالْفَاضِلِ الَّذِي لَ | هُ نُبْلُ مِيخَائِيل وَالْحُلْمُ وَالرِّفْدُ |
يُؤَلِّفُ أَشْتَاتَ الْمَحَامِدِ جَاهِداً | بِإِخْفَاءِ بَادِيهَا فَيَظْهَرُهُ الْحَمْدُ |
كَبِيرُ الْمُنَى جَمُّ الفَضَائِلِ جَامِعٌ | إِلى الأَدَبِ السِّلسَالِ طَبْعاً هَوَ الشَّهْدُ |
يُصَغِّرُ لِلْعَافِي مِنَ النَّاسِ نَفْسَهُ | وَيُكْبِرَهَا عَنْ أَنْ يَلِمَّ بِهَا الْحِقْدُ |
وَمَنْ كَحَبِيبٍ عَادِلِ الْخُلْقِ صَادِقٍ | لَهُ فِعْلُ مَا يُرْجَى وَلَيْسَ لَهُ وَعْدُ |
أَخُو تَرَفٍ قَدْ تَعْرِفُ الخَيلُ بَأْسَهُ | وَيَحْفَظُ مِن آرَاءِهِ الطَّودُ وَالوَهدُ |
وَمَنْ مِثْلُ جُرْجُ طَاهِرُ النَّفْسِ وَالْهَوَ | ىَ وَمَنْ مِثْلُهُ حُرٌّ وَمَنْ مِثْلُهُ نَجْدُ |
وَثَوْبٌ إِلَى كَشْفِ الظَّلاَمَاتِ سَاكِنٌ | إِلَى بَأْسِهِ فِي حِينَ لاَ تَأْمَنُ الأُسْدُ |
تَخَيَّرَ فِي الأَنْسَابِ أَصْدَقَهَا عُلىً | وَأَبْعَدَهَا مَرْمىً فَتَمَّ لَهُ الْقَصْدُ |
وَأَي نَسيبٍ بَلِغٍ بِمُقَامِهِ | مُقَامَ نَجِيبٍ في الْكِرَامِ إِذَا عُدوْ |
إِذَا فَاقَ سَادَاتِ الحِمَى آلَ سُرْسُقٍ | فَإِنَّ نَجِيباً فِيهِمُ السَّيِّدُ الْجَعْدُ |
سَرِيٌّ يَرَى الإِقْدَامَ في كُلِّ خِطَّةٍ | وَخِطَّتُهُ فِي كُلِّ حَالٍ هِيَ الْقَصْدُ |
تَرَاهُ بِلاَ ظِلٍّ نُحُولاً وَجَاهُه | عَرِيضٌ لَهُ ظلٌّ عَلَى الشَّرْق مُمْتدُ |
مُحبُّوهُ في نُعْمَى وَقِرَّةِ أَعْيُنٍ | وَحُسَادُهُ مما بِانفُسِهِمْ رَمْدُ |
وَمَا النَّاسُ إِلاَّ عَاثرٌ جَنْبَ نَاهضٍ | وَمَا الأَرْضُ إِلاَّ الغَوْرُ جَاوَرَهُ النَّجْدُ |
أَلاَ أَيُّهَا الشَّهْمُ النَّبيلُ الَّذِي لَهُ | عَلَى صغَرٍ في سنِّهِ الْمَنْصِبُ النَّهدُ |
لَوْ إِنَّكَ لَمْ تَمْنَعْ لَوَافَى مُهَنِّئاً | بعُرْسكَ وَفْدٌ حَافلٌ تَلْوُهُ وَفْدُ |
فَإِنَّ مَكَاناً في الْقُلُوب حَلَلتُهُ | لَيَزْهَى عَلَى مُلْكِ تُؤَيِّدُهُ جُنْدُ |
فَدَاكَ أُنَاسُ قَلَّ في الْخَيْرِ شَأْنُهُمْ | فَلاَ قُرْبُهُمْ قُرْبُ وَلاَ بُعْدُهُمْ بُعْدُ |
يَرُومُونَ أَنْ يُثْنَى عَلَيْهمْ بوَفْرهمْ | وَأَفْضَلُهُ عَنْهُمْ إِلَى الْبرِّ لاَ يَعْدُو |
إِذَا رَخُصَ الْغَالي منَ السِّلْعَةِ اشْتَرَوا | وَلاَ يَشْتَرُونَ الْحُرَّ إِنْ رَخُصَ الْعَبْد |
أَعذْتُ برَبِّ الْعَرْش منْ عَيْن حَاسدِ | طَلاَقَةَ ذَاكَ النُّور فِي الْوَجْهِ إِذْ تَبْدُو |
وَرقَّةَ ذَاكَ اللَّفْظ فِي كُلِّ مَوْقِفِ | يُصَانُ بهِ عِرْضٌ وَيَقْنَى بهِ وُدُّ |
وَبَسْطَةَ كَفٍّ منْكَ في مَوْضِعِ النَّدَى | يُعَادُ بهَا غَمْضٌ وَيُنْفَي بهَاء سَهْدُ |
شَكَا الدَّهْرُ مَا تَأَسُو جِرَاحُ كِرَامِهِ | وَأَنْكَرَ مِنْكَ الرِّفْقُ جَانبَهُ الصَّلْدُ |
وَلَكنَّ هَذَا البرَّ طَبْعٌ مُغَلَبٌ | عَلَيْكَ وَهَلْ يَهْدِي سِوَى طيبِهِ النَّدُ |
فمَهْمَا تَصِبْ خَيْراً فَقَدْ جَدَرَتْ بهِ | فَضَائلٌ لَمْ يَضْمَمْ عَلَى مثْلِهَا بُرْدُ |
حَظَيْت بملءِ الْعَيْن حُسْناً وَرَوْعَةً | عَرُوسٌ كَبَعْض الْحَور جَادَ بهَا الْخُلْدُ |
يَوَدُّ بَهَاءُ الصُّبْح لَوْ أَنَّهُ لَهَا | مُحَيّاً وَغُرُّ الزَّهْر لَوْ أَنَّهَا عقْدُ |
فَإِنْ خَطَرَتْ فِي الرّائعَات منَ الْحُلَى | تَمَنَّتْ حُلاَهَا الرَّوْضُ وَالأَغْصُنُ الْمُلْدُ |
كَفَاهَا تَجَاريبَ الْحَدَاثَةِ رُشْدُهَا | وَقَدْ جَازَ رَيْعَانُ الصَّبَا قَبْلَهَا الرِّشْدُ |
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَهْراً لَهَا غَيْرُ عَقْلهَا | لَكَانَ الغِنَى لاَ الْمالُ يُقْنَى وَلاَ النَّقْدُ |
غنىً لاَ يَحُلُّ الزُّهْدُ فيهِ لِفاضلٍ | حَصيفٌ إِذَا في غَيْره حَسُنَ الزَّهْدُ |
لِيَهْنئكُمَا هَذَا القرانُ فَإِنَّهُ | سُرُورٌ بمَا نَلْقى وَبُشْرَى بمَا بَعْدُ |
ففي يَوْمِهِ رَقَّتْ وَرَاقَتْ سَمَاؤُهُ | لِمَنْ يُجْتَلَى وَانْزَاحَت السُّحُبُ الرَّبْدُ |
وَفي غَدِهِ سِلْمٌ تَقُرُّ بهِ النُّهَى | وَحِلْمٌ تَصَافى عنْدَهُ الأَنْفُسُ اللِّد |
هُنَاكَ تَجِدُّ الأَرْضُ حلْيَ رياضِها | وَيُثْنَى إِلَى أَوْقَاتِهِ البَرْقُ وَالرَّعْدُ |
فَلاَ حَشْدُ إِلاَّ مَا تَلاَقَى أَحبَّةٌ | وَلاَ شَجْوُ إِلاَّ مَا شَجَا طَائرٌ يَشْدُو |