أرشيف المقالات

تخريج حديث: إِذا وقع الذبابُ فِي إِناءِ أحدِكُمْ فلْيمْقُلْهُ


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا وقع الذبابُ فِي إِناءِ أحدِكُمْ فلْيمْقُلْهُ، فإنَّ في أحدِ جناحيْهِ داء، وفي الآخرِ شِفاء».
 
وفي لفظ: «إِذا وقع الذبابُ فِي شرابِ أحدِكُمْ فلْيغْمِسْهُ كُلهُ، ثُم ليطْرحْهُ؛ فإنَّ في أحدِ جناحيْهِ سُمًّا، وفي الآخرِ شِفاء».
(1/ 60).
صحيح.

أخرجه البخاري (3320) و (5782)، وغيره، من طريق عتبة بن مسلم، قال: أخبرني عبيد بن حنين، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا وقع الذبابُ فِي شرابِ أحدِكُمْ فلْيغْمِسْهُ، ثُم لينْزِعْهُ؛ فإنَّ في إِحْدى جناحيْهِ داء، والأُخْرى شِفاء».
 
وأخرجه أحمد (7141)، وابن عرفة في «جزئه» (21)، قالا: حدثنا بشر بن المفضل البصري، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا وقع الذبابُ فِي إِناءِ أحدِكُمْ فإِن فِي أحدِ جناحيْهِ داء، وفِي الآخرِ شِفاء، وإنهُ يتقِي بِجناحِهِ الذي فِيهِ الداءُ، فلْيغْمِسْهُ كُلهُ».
 
وأخرجه من طريق بشر بن المفضل: أبو داود (3844)، وابن خزيمة (105)، وابن حبان (1246) و (5250)، والبيهقي في «الكبير» (1191)، وفي «معرفة السنن» (1799).
 
قلت: والذي يظهر لي أن لفظة: «وإِنهُ يتقِي بِجناحِهِ الذِي فِيهِ الداءُ» شاذة؛ حيث رُوِي هذا الحديث من طرق مختلفة كثيرة، ولم يذكر أحد هذه اللفظة سوى محمد بن عجلان؛ وقد قال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 196): «قال يحيى القطان: لا أعلم إلا أني سمعت ابن عجلان يقول: كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة، وعن رجل، عن أبي هريرة، فاختلطت عليَّ، فجعلتها عن أبي هريرة»اهـ.
 
وقد وافق ابن عجلان الجماعة في رواية أخرى، فرواه بدون هذه اللفظة.
 
فقد أخرجه أحمد (7359)، قال: حدثنا سفيان، عن ابن العجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذا وقع الذبابُ فِي إِناءِ أحدِكُمْ فلْيغْمِسْهُ، فإِنَّ فِي أحدِ جناحيْهِ شِفاء، والآخرِ داء».
 
وأخرجه الطيالسي (2302)، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، قال: أخبرني من رأى أبا سلمة بن عبدالرحمن، وأتي بثريد وكُتْلة، فجاء ذباب فوقع فيه، فأخذه أبو سلمة، فمقله فيه، فقلت: ما هذا؟ قال: حدثني أبو سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا وقع الذبابُ فِي إِناءِ أحدِكُمْ أوْ شرابِهِ، فلْيمْقُلْهُ فِيهِ، فإنَّ أحد جناحيْهِ سُم أو داءٌ، والآخر شِفاءٌ، وإِنهُ يرْفعُ الشفاء ويضعُ الداء».
 
والراوي المبهم في الإسناد هنا هو خالد بن سعيد.
 
فقد أخرجه أحمد (11189) و (11643)، وعبد بن حميد (885)، والنسائي في «المجتبى» (4262)، وفي «الكبرى» (4574)، وابن ماجه (3504)، وأبو يعلى (986)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3289) و (3290)، وابن حبان في «صحيحه» (1247)، وفي «الثقات» (6/ 358)، والبيهقي في «الكبير» (1192)، والبغوي في «شرح السنة» (2815)، من طرق كثيرة رجالها ثقات، عن ابن أبي ذئب، قال: حدثني سعيد بن خالد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري، به.
 
وهذا إسناد حسن؛ لأجل سعيد بن خالد القارظي، فإنه صدوق، وبقية رجال الإسناد ثقات.