طُلْ أَيُّهَا الصَّرْحُ الرَّفِيعُ الْعِمَادِ

مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
طُلْ أَيُّهَا الصَّرْحُ الرَّفِيعُ الْعِمَادِ | وَابْلُغْ إِلى السَّبْعِ الطِّبَاقِ الشِّدَادْ |
فِي وَجْهِكَ الْبَاسِمِ عَنْ زخْرُفٍ | بًشْرَى بِآمَالٍ كِبَارٍ تُشادْ |
أَشِعَّةُ الشَّمْسِ عَلَيْهِ جَرَتْ | وَأَثْبَتَتْهَا فِيهِ بِيض الأَيَادْ |
فَلَيْسَ فِي مَوْقِعِ لَحْظٍ بِهِ | إِلاَّ حَيَاةٌ فُجِّرَتْ مِنْ جَمَادْ |
بَنَاكَ في مِصْرَ لإِسْعَادِهَا | أَحْصَفُ مَنْ أَدْرَكَ مَعْنَى الْجِهَادْ |
مسْتَوْثِقٌ مِنْ نَفْسِهِ طَامِحٌ | إِلى مُرَادٍ هوَ أَسْمَى مرَاد |
مطَّرِدُ السَّعْيِ وَهَلْ مِنْ مَدىً | يَجوزُهُ السَّاعِي بِغَيْرِ اطِّرَادْ |
شِيمَتُه السّلْمُ وَلَكِنَّهُ | حَرْبٌ عَلَى كُلِّ مسِيءٍ وَعَادْ |
جَرَى فَمَا قَصَّرَ عَنْ غَايَةٍ | وَدونَ مَا يَرْجوه خَرْطُ الْقَتادْ |
بِالعِلْمِ وَالخِبْرَةِ ضم الْقُوَى | فِي الْقطْرِ فَانْضَمَّتْ وَكَانَتْ بَدَادْ |
مَا بَنْك مِصْرٍ غَيْر مسْتَقْبَلٍ | يُعَدُّ أَوْ مَاضٍ مَجِيدٍ يعَادْ |
لَه زُهَى الشمْسِ وَمِنْ حَوْلِهِ | نِظَامُ تِلْكَ الشَّرِكَاتِ الْعِدَادْ |
يَصْدونَ عَنْهُ وَيتَابِعْنَهُ | فِي سَيْرِهِ وَالْخَيْرُ مَا زِدْنَ زَادْ |
ثَغْرُ السُّوَيْس الْيَوْمَ يَفْتَرُّ عَنْ | حَظٍّ عَدَتْهُ أَمْسِ عَنْهُ عَوَادْ |
عِصَابَةُ الخَيْرِ أَجَدَّتْ بِهِ | مَوْرِدَ كَسْبٍ مَا لَه مِنْ نَفَادْ |
فَالبَحْرُ بِالارْزَاقِ عَالِي الرُّبَى | وَالبُرُّ بِالأَوْسَاقِ جَارِي المِهَادْ |
وَالفُلْكُ فِي شَتَّى مَجَالاَتِهَا | رَوَائِحٌ تُلْقِي شِبَاكاً عوَادْ |
تُطْعِمُ أَشْهَى الصَّيْدِ مبَاعَه وَتُطْعِمُ البَائِعَ أَزْكى الشِّهَادْتُطْعِمُ أَشْهَى الصَّيْدِ مبَاعَه | وَتُطْعِمُ البَائِعَ أَزْكى الشِّهَادْ |
وَتُلْقِمُ المَصْنَعَ فِي قُرْبِهَا | نُفَايَةَ الطَّيِّبِ مِمَّا يُصَادْ |
فَيَمْنَحُ الأصْدَافَ مِنْ قِيمَةٍ | مَا لِيْسَ لِلدُّرِّ الْكِبَارِ الْجِيَادْ |
تَفْدِي صُرُوحُ المَالِ صَرْحاً زَهَتْ | فِي جِيدِهِ المزْدَانِ تِلْكَ القِلاَدْ |
أُمْنِيَّةٌ قَوْمِيَّةٌ حُققتْ | أَحْوَجُ مَا كَانَتْ إِلَيْهَا الْبِلاَدْ |
سَدَّ بِهَا خَلَّةَ أَوْطَانِهِ | أَرْوَعُ ذُو رَأْيٍ حَلِيفِ السَّدَادْ |
ذُو هِمَّةٍ تُنْدِي صِلاَدَ الصَّفَا | وَخَاطِرٍ يَقْدَحُ قَدْحَ الزِّنَادْ |
وَفِطْنَةٍ سَاهِرَةٍ لِلْعُلَى | عَلَّمَتِ الشُّهْبَ جَمِيلَ السُّهَادْ |
مَغَانِمُ الْعَيْشِ لاِيْقَاظِهِ | وَيَغْنَمُ الأحَلاَمَ أَهْلُ الرقَادْ |
طَلْعَتُ لَمْ يَحْمِ الْحِمَى آخِذٌ | مِثْلَكَ بِالنَّفْعِ وَلِمْ يَفْدِ فَادْ |
أَرَيْتَنَا كَيْفَ تُنَالُ العلَى | وَدونَهنَّ الْعَقَبَاتُ الشِّدَادْ |
نُرِيدُ مِصْراً حُرَّةً فَخْمَةً | وَالشَّعْبُ إِنْ يَعْزِمْ يَكُنْ مَا أَرَادْ |
فَلَمْ يُضِعْ فِي بَاطِلٍ حَقَّهُ | وَتَقْتُلِ الشَّهْوَةُ فِيهِ الرَّشَادْ |
فَهَلْ جَدَدْنَا فِي أَمَانِيِّنا | وَنَحْنُ مِنْ أَسْوَاقِنَا فِي كَسَادْ |
لا تَتَأَتَّى ثَرْوَةٌ طَفْرَةً | إِنْ هِيَ إِلاَّ حِكْمَةٌ وَاقْتِصَادْ |
وَالمَالُ مَا زَالَ الْوَسِيطَ الَّذِي | يقَرِّبُ المبْتَغَيَاتِ البِعَادْ |
يَعْبُدُهُ النَّاسُ قَدِيماً وَفِي | ذَاكَ مِنَ الدِّينِ تسَاوَى الْعِبَادْ |
أَزْرَاهُ عَجْزاً دونَ إِدْرَاكِهِ | أَشْبَاهُ زُهَّادٍ أَضَلُّوا السَّوَادْ |
قَدْ تُصْلَحُ الدنْيَا بِإِعْدَادِهِ | لَهَا وَإِلاَّ اقْتَصَّ مِنْهَا الفَسَادْ |
مَنْ لَمْ يَرَ الدنْيَا مَعَاشاً فهَلْ | يَصْدُقُ أَخْذاً بأُمورِ المَعَادْ |
بُكَاؤُنَا الفَائِتُ مِنْ عِزِّنَا | إِلى انْتِزَافِ الدَّمْعِ مَاذَا أَفَادْ |
وَهَلْ تُرَاثُ المَجْدِ مُغْنٍ إِذَا | ظَلَّ عَلَى الزَّهْوِ بِهِ الاِعْتِمَادْ |
أَلْبُؤْسُّ للاْعْنَاقِ غُلٌّ فَإِن | لَمْ يُلْتَمَسْ مِنْهُ فَكَاكٌ أَبَادْ |
وَحَيْثُ لاَ مَالَ فَلاَ قوَّةٌ | وَلاَ سِلاَحٌ مَانِعٌ أَوْعَتَادْ |
وَلاَ اخْتِرَاعٌ مُسْتَطَاعٌ وَلاَ | مَعْرِفَةٌ تُجْدِي وَفَنٌّ يجَادْ |
وَلاَ رِجَالٌ يُنْقِذُونَ الْحِمَى | بِحُسْنِ رَأْيٍ أَوْ بِفَضْلِ اجْتِهَادْ |
لَوْلاَ الأُولى نَشَّأْتَهُمْ مِنهُمُ | لِمِصْرَ ظَلَّتْ نُجْعَةً تُسْتَرَادْ |
أَمَّا وَقَدْ نَبَّهْتَ نُوَّامَهَا | لِلْغُنْمِ يُجْنَى أَوْ لِغُرْمٍ يُذَادْ |
وَقَامَ مِنْ أَحْرَارِهَا فِتْيَةٌ | أَلْقَوْا إِلى قَائِدِهِمْ بِالْقِيَادْ |
فَانْظُرْ إِلى الْجَاهِ الَّذِي أَحْرَزَتْ | بِهِمْ وَمَنْ سَوَّدَهُ الْجَاهُ سَادْ |
أَلَمْ تَجِدْ فِي الشَّامِ مَا أَحْدَثَتْ | آثَارُ ذَاكَ المَثَلِ المُسْتَفَادْ |
فِي الْقُدْسِ فِي لُبْنَانَ فِي جُلَّقٍ | قَوْمٌ يُكِنُّونَ لِمِصْرَ الْوِدَادْ |
تَنَافَسُوا حَوْلَكَ فِي بَثِّهِ | بِكُلِّ مَا يُحْسِنُ قَارٍ وَبَادْ |
فَلاَ مَلِيكٌ نَالَ مِنْهُ الَّذِي | نِلْتَ وَلاَ غَازٍ كَمَا عُدْتَ عَادْ |
ذَلِكَ فَوْزٌ بَاهِرٌ لاَ يَفِي | بِحَقِّهِ تَسْطِيرُهُ بِالمِدَادْ |
إِذَا ذَكَرْنَاهُ أَشَدْنَا بِمَا | كَان لِحِلْفَيْكَ بِهِ مِنْ أَيَادْ |
مِدْحَتُ نَاهِيكَ بِهِ مِنْ فَتى | يُذْكَرُ بِالمِدْحَةِ فِي كُلِّ نَادْ |
قَيْلٌ مِنَ الأَقْيَالِ لَكِنَّهُ | مُنْفَرِدٌ فِي المَجْدِ أَيُّ انْفِرَادْ |
أَمَّا ابْنُ سُلْطَانَ فَحَسْبُ العُلَى | مِنْهُ طَرِيفٌ زَادَ جَاهَ التِّلاَدْ |
فَخْرُ شَبَابِ القُطْرِ إِنْ فَاخَرُوا | بِنَابِهٍ مِنْهُمْ سَرِيٍّ جَوَادْ |
ثَلاَثَةٌ فِي نَسَقٍ قَلَّمَا | بِمِثْلِهِ دَهْرٌ عَلَى مِصْرَ جَادْ |
كَأَنْجُمِ المِيزَانِ فِي رَمْزِهَا | إِلى تَلاَقٍ فِي العُلَى وَاتِّحَادْ |