مِصْرُ فِي مَوْقِفِ الدِّفَاعِ المَجِيدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مِصْرُ فِي مَوْقِفِ الدِّفَاعِ المَجِيدِ | أَيْنَ فِيه مَكَانُ عَبْدِ الحَمِيدِ |
أَيْنَ ذَاكَ الَّذي تَطَوَّعَ قِدْماً | غَيْرَ هَيَّابَةٍ وَلاَ رِعْدِيدِ |
فاَصْطَلَى الحَرْبَ وَالحِمِيَّةُ تَحْدُو | هُ وَحَقُّ الإِخَاءِ فِي التَّوْحِيدِ |
يَمْنَحُ الجَارَ فَوْقَ مَا يَتَمَنَّى | جَارُهُ المُسْتَضَامُ مِنْ تَأْيِيدِ |
أَقَضَى اليَوْمَ حَتْفَ أَنْفٍ وَأَقْصَى | مَا رَجَا أَنْ يَمُوتَ مَوْتَ شَهِيدِ |
كَانَ سَيْفاً لِقَوْمِهِ مِنْ سُيُوفٍ | عَرَفَ القَوْمُ كُرْهَهَا لِلغُمُودِ |
فَتَرَدَّى فِي جَفْنِهِ وَاغْتِمَادُ السَّ | يْفِ إِنْ طَالَ فَهْوَ بِالسَّيْفِ مُودِي |
حُكْمُ مَاءِ الفِرِنْدِ حُكْمُ سِوَاهُ | كُلُّ مَاءٍ فَسَادُهُ فِي الرُّكُودِ |
فَلَئِنْ فَاتَهُ الجِهَادُ لَقَدْ هَيَّ | أَ جِيلاً مِنَ الحُمَاةِ الصِّيدِ |
وَلِهَذَا عِنَايَةُ الله صَانَتْ | قَلْبَ ذَاكَ المُغَامِرِ الصَّنْديدِ |
هَيَّأَتْ مَنْ تَخَيَّرَتْ لِيُوَلَّى | جَيْشَ سَلمٍ يَغْزُو بِغَيْرِ الحَديدِ |
فِتْيَةُ المُسْلِمِينَ بِالعِلمِ وَالتَّقْ | وَى لِخَيْرِ الفُتُوحِ خَيْرُ الجُنُودِ |
سَلَكُوا كُلَّ مَسْلَكٍ حَسَنٍ فِي | طَاعَة اللهِ وَالتِزَامِ الحُدُودِ |
فَإِذَا اسْتُنْفِرُوا لِدَرْءِ الأَعَادي | عَنْ حِمَاهُمْ فَمَا هُمُ بِقُعُودِ |
لَيْسَ بِدْعاً أَنْ يُرْخِصُوا غَالِيَ الدَّمْ | عِ عَلَى ذَلِكَ الزَّعِيمِ الفَقِيدِ |
أَيُّ صَرْحٍ مُمَرَّدٍ دَكَّهُ رَيْ | بُ المَنَايَا وَأَيُّ حِصْنٍ وَطِيدِ |
رَدَّدَ النَّاسُ فِيه بَيْتاً قَديماً | عَادَ وَهْوَ الخَلِيقُ بِالتَّرْديدِ |
إِنَّ عَبْدَ الحَمِيد حِينَ تَوَلَّى | هَدَّ رُكْناً مَا كَانَ بِالمَهْدُودِ |
لَمْ نَخَلُهُ يَنْقَضُّ إِلاَّ إِذَا انْقَ | ضَّ شِهَابٌ أَوْ قِيلَ لِلأَرْضِمِيدي |
بَاذِخٌ فِي الرِّجَالِ يَسْمُو فَمَا تُخْ | طِيءُ عَيْنٌ مَكَانَهُ فِي العَديدِ |
تَتَجَلَّى صَبَاحَةُ الوَجْهِ مِنْهُ | فِي تَقَاسِيمَ مِنْ غَمَائِمَ سُودِ |
وَالعَصَا فِي يَمِينهِ لاَ تُضَاهَى | مَلْمِساً نَاعِماً وَغِلْظَةَ عُودِ |
قُلِّمَ الشَّوْكُ مِنْ جَوَانِبِهَا وَابْ | تَسَمَتْ فِي مَوَاضِعِ التَّجْرِيدِ |
هَيَ رَمْزُ الطَّبْعِ الشَّديد وَإِنْ كَا | نَ عَلَى الوَادِعِينَ غَيْرَ شَديد |
قلِّبِ الطَّرْفَ فِي الَّذينَ تَرَاهُمْ | حَوْلَهُ لاَ تَجِدْ لَهُ مِنْ نَديدِ |
رَجُلٌ لَم يُدَاجِ فِي أَمْرِ دُنْيَا | هُ وَلاَ فِي صَلاَته وَالسُّجُود |
سَيْرُهُ سَيْرُهُ بِغَيْرِ التِوَاءٍ | وَعَنِ الحَقِّ مَا لَهُ مِنْ مَحِيدِ |
صَادقٌ وَالزَّمَانُ غَيْرُ ذَمِيمٍ | صِدْقَهُ وَالزَّمَانُ غَيْرُ حَمِيد |
وَهْوَ حَيْثُ الحِفَاظُ فِي كُلِّ حَالٍ | لاَ بِوَعْدٍ يُثْنَى وَلاَ بِوَعِيدِ |
حُبُّهُ مِصْرَ قَلْبُهُ وَبِه يَحْ | يَا لَهَا وَالوَفَاءُ حَبْلُ الوَرِيدِ |
إِنْ دَعَا الخُلفُ فَهْوَ غَيْرُ قَرِيبٍ | أَوْ دَعَا الإِلْفُ فَهْوَ غَيْرُ بَعِيد |
وَاسِعُ الجُود لاَيَضَنُّ بِمَالٍ | فِي سَبِيلِ الحِمَى وَلاَ مَجْهُود |
عَجَبٌ فِيه بَأْسُهُ وَنَدَاهُ | وَالنَّدَى لَيْسَ مِنْ طِبَاعِ الأُسُودِ |
إِنْ فِي مِصْرَ بَعْدَهُ شَجَناً هَيْ | هَاتَ يُنسَى إِلى زَمَان مَديد |
اَيُّهَا الحَافِظُونَ ذِكْرَاهُ مَا أَجْ | دَرَ ذِكْرَى الأَبْطَالِ بِالتَّخْلِيدِ |
سَكَتَ النَّائِبُ الجَرِيءُ الجَهِيرُ ال | صَّوْتِ فِي كُلِّ مَوْقِف مَشْهُودِ |
وَاسْتَقَرَّتْ دَارُ النِّيَابَةِ مِنْ أَسئِلَ | ةٍ هَزَّهَا بِهَا وَرُدُودِ |
وَتَلاَ سَابِقيهِ بَاقٍ عَزِيزٌ | مِنْ رِفَاقٍ لِمُصْطَفَى وَفَرِيدِ |
وَخَلاَ مَنْصِبُ الرِّيَاسَة لِلشُّبَّ | انِ مِنْ خَيْرِ قَائِدٍ وَعَمِيدِ |
فَلْيَهَبْهُ الرَّحْمَنُ أَوْفَى جَزَاءٍ | وَلْيُثِبْهُ التَّارِيخُ بِالتَّمْجِيدِ |
وَعَزَاءً لِمِصْرَ فَالخَطْبُ فِي الأُمَّ | ة جَمْعَاءَ خَطْبُ آلِ سَعِيدِ |