أَشْرِقْ وَحَوْلكَ وُلْدُكَ الأَبْرَارُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَشْرِقْ وَحَوْلكَ وُلْدُكَ الأَبْرَارُ | كالشمْسِ تَزْهُو حَوْلَهَا الأَنْوَارُ |
أَنْتَ الْفَرِيدَةُ فِي بَدِيعِ نِظَامِهِمْ | وَهُمُ الْقِلاَدَةُ دُرُّهَا مُخْتارُ |
يَا حُسْنَ حَفْلَتِهِمْ وَيَا عَجَباً لِمَا | كَانُوا وَمَا بَعْدَ الطُّفُولَةِ صَارُوا |
حَالاَن لِلأَقْدَارِ سِرٌّ فيهِمَا | تَمْضِي وَلاَ تَتَضَارَعُ الأَقْدَار |
أَأُولئِكَ المُرْدُ الأُولَى جَابُوا الصِّبَا | وَالخَطْوُ وَثْبٌ وَالرُّقَادُ غِرَار |
هُمْ هَؤُلاَءِ الشِّيبُ يُلْقُونَ الْعَصَا | وَعَلَى الرُّؤُوسِ مِنَ الْمَسِيرِ غُبَارُ |
هَيْهَاتَ يَصْفُو الْعُمْرُ مِثْلَ صَفَائِهِ | أَيَّامَ نَحْنُ الْفِتْيَةُ الأَغْرَارُ |
للهِ أَيَّامُ الصِّبَا وَسُعُودُهَا | وَضُرُوبُ فِتْنَتِهَا وَهُنَّ كِثَارُ |
مَا أَسْمَجَ الدُّنْيَا وَفِينا كبْرَةٌ | مَا أَبْهَجَ الدُّنْيَا وَنَحْنُ صِغَارُ |
بِالأَمْسِ نَنْمُو وَالغُصُونُ نَضِيرَةٌ | وَالْعَيْشُ تَسْتُرُ شَوْكَهُ الأَزْهَارُ |
وَالْيَومَ تَسْتَحْيِي الرِّيَاضُ لِعُرْيِهَا | وَتَلُوحُ لاَ وَرَقٌ وَلاَ أَثْمَارُ |
مَا نَنْسَ لَنْ نَنْسَاهُ عَهْداً طَيِّبَاً | وَلَّى فَظلَّ يُعِيدُهُ التَّذْكَارُ |
فِي ظِلِّ سَيِّدِنَا انْقَضَى لَكِنْ لَهُ | مَهْما يَغِبْ فِي الأَنْفُسِ اسْتِحْضَارُ |
فِيهِ طَلبْنا الْعِلْمَ تَحْتَ لِوَائِهِ | وَلِوَاؤُهُ ظِلٌّ لَنَا وَمَنَارُ |
أَيْ إِخْوَتِي هَذَا مُرَبِّينا الّذي | لِهُدَاهُ فِي أَعْيَانِنا آثَارُ |
حَبْرٌ تَحَقَّقَ فِي عُلاَهُ رَجَاؤُنُا | لَمَا غدَا تَعْنُو لَهُ الأَحْبَارُ |
وَافَى إِلى مِصْرٍ فَكَانَتْ رِحْلَةٌ | قَرَّتْ بِهَا مِنْ شَعْبِهِ الأَبْصَارُ |
قَدْ أَكْبَرَتْ ذَاكَ الْقُدومَ فَأَبْدَعَتْ | زِيناتِهَا وَلِمِثْلِهِ الإِكبَارُ |
كَادَتْ تَخِفُّ الْبَيْعَة الْكُبْرَى لَهُ | لوَ لَمْ يُثَبِّتْهَا الْغَدَاةَ وَقَارْ |
أَبْدَتْ أَفَانِينَ الْمَحَاسِنِ دَارُهُ | وَأَجَلَّ حُسْناً مَا تُكِنُّ الدَّارُ |
وَلَرُبَّمَا مُنِحَ الْجَمَادُ كَرَامَةً | فَأَجَلَّ قَدْرَ الزَّائِرِيَنَ مَزَارُ |
دِيمِتْرِيُوسُ الْعَالِمُ الْعَلَمُ الَّذِي | تُصْبِي النُّهَى أَخْلاَقُهُ الأَطْهَارُ |
نِعْمَ الْهُمَامُ الثَّبْتُ إِنْ مَرَّتْ بِهِ | أُزَمٌ وَنِعْمَ الْحَازِمُ الصَّبَّارُ |
أَلمُرْتَجِي عَفْوَ الكَرِيم المُتَّقِي | غَضَبَ الْحَلِيمِ وَالمُحْسِنُ الْغَفَّارُ |
أَلمُقْتفِي بِالسيْرِ أَعْدَلَ مَنْهَجٍ | نَهَجَتْهُ أَسْلاَف لَهُ أَخْبَارُ |
أَنْظَرتُمُوهُ حِيْنَ يَدْعُو رَبهُ | والشَّمْسُ تَاجٌ وَالنُّجُومُ دِثَارُ |
يَجْلُو سَنَى القُدْسِ المُحَجَّبِ جَهْرَة | وَعَلَى يَدَيْهِ تَكْمُلُ الأَسْرَارُ |
وَكَأَنَّ لأَلاَءِ المَسِيحِ بِوَجْهِهِ | إِذْ تَنْجَلي عَنْ وَجْهِهِ الأَسْتَارُ |
يَا أَيُّهَا الإِخْوَانُ مِنْ أَبْكَارِنَا | سِنَّاً وَفِيمَ الرَّوْغُ وَالإِنْكَارُ |
بَلْ أَيُّهَا الإِخْوَانُ مِنْ أَبْكَارِنَا | عِلْماً وَنِعْمَ الإِخْوَةُ الأَبْكَارُ |
مِنْ كُل ذِي نُبلٍ وَذِي فَضْلٍ وَذِي | أَدَبٍ بِهِ تَتَنَادَمُ السُّمَّارُ |
أَلْبِشْرُ شَامِلُكُمْ فَإِنْ لَمْ يُوفِهِ | وَصْفِي فَقَدْ يُعيي بِهِ بَشَّارُ |
رَعْياً لِمَجْهُودِي وَفِي شَرْعِ الْهَوَى | يُرْعَى القُصُورُ وَيُكْرَهُ الإِقْصَارُ |
سَمْعَانُ يَسْمَعُ كُل مَدْحٍ إِنْ يُقَلْ | فِي غَيْرِهِ وَلَهُ بِهِ اسْتِبْشَارُ |
وَالْيَوْمَ أَجْرَأُ أَنْ أُخَالِفَ طَبْعَهُ | وَجَمِيعُكُمْ فِي ذَاكَ لِي أَنْصَارُ |
يَا رَابِحَ الْوَزْناتِ أَبْشِرْ هَكَذَا | أَجْرُ الزَّكاةِ وَهَكَذَا الإِتْجَارُ |
لَيْسَ الْمُحَدِّثُ عَنْ نَدَاك بِمُفْتَرٍ | وَمُصَدِّقاهُ الْخُبْرُ وَالأَخْبَارُ |
عِشْ يَا هُمَامُ وَسُدْ فَمِثْلُك إِنْ يَسُدْ | فِيهِ لاِمَّتِهِ غِنىً وَفخارُ |
عَوْدٌ إِلى الضَّيفِ الْجَلِيلِ فإِنْ أَكنْ | دَاوَلْتُ فِي مَدْحِي فلِي أَعْذارُ |
قَدْ يُسْتحَبُّ الْعِقْدُ وَهْوَ مُفَصَّلٌ | وَيَرُوعُ حِيْنَ يُنوَّعُ النُّوَّارُ |
يَا أَيُّهَا المَوْلَى الْكَبِيرُ بِنفْسِهِ | وَبِتابِعِيهِ وَإِنَّهُمْ لِكَبارُ |
لمْ يُخْطِيءِ الدَّاعِيكَ بِالْقاضِي إِذَا | عُنِيَ الَّذِي لاَ تحْرِفُ الأَوْطَارُ |
أَلْعَدْلُ عِنْدَكَ رَحْمَةٌ عُلْوِيَّةٌ | حَتَّى يَثُوبَ إِلَى التُّقى الأَشْرَارُ |
فَإِذَا تقاضَتْكَ الشَّجَاعَةُ حَقَّهَا | شقِيَ الْعَتِيُّ وَحُطِّمَ الْجَبَّارُ |
دُمْ رَاعِياً لِلشعْبِ يَا مُخْتارَهُ | يَسْعَدْ بِظِلك شعْبُكَ الْمخْتار |