ألمْعُ بُروقٍ أم بَريق المباسم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألمْعُ بُروقٍ أم بَريق المباسم | وتلك دموعي أم دموع الغمائم |
أما لأحبائي الذين تحمّلوا | أضاعوا محبّاً بين تلك المعالم |
قضى عُمْره في حبهم فتواثبوا | عليه بهجر للتصبّر هادم |
كذا من بُلي بالحبّ يقضي برغمه | عليه بحكمٍ في المحبةِ لازمِ |
وإني ضعيف الصبر في كُلفة الهوى | وإن كنتُ قوّاماً لحمل العظائم |
نديميَ ما هذي السمائم منك هل | تنشقتَ بالجرداء مُرَّ النسائم |
ومالك مرتاحاً إذا هبتِ الصَّبا | أفيها من البشرى ابتهاجٌ بقادم |
ومالي إذا ما دار ذكرٌ لما مضى | يُسابقني فيض الدموع السَّواجم |
وإنَّ حنين المرء للرَّبع والصَّبا | دليل على حسن الوفاءِ الملازم |
إذا ما رأيت المرء يلهج دائماً | بشيءٍ فمن سرٍّ هنالك قائم |
أما لِزمانٍ بالمطيلع رجعةٌ | سقى الله من عهدٍ به متقادم |
وإني وإن كان الزمان يروعني | لأَصبو إلى الغِيد الحِسَان النواعم |
وبي ظمأ لم يُطْفِه غيْر نهلةٍ | من الشهد يجنيها ارتشافُ المباسم |
وبي من حَصين الدين درعُ وِقايَة | به أتَوَقّى من وقوع المآثم |
ولي من جناب الطيّبات كفايةٌ | وستر كثيف عن ركوب المحارم |
ولي معَ هذا صبوة ودُعَابةٌ | تبرّد نارَ الهم من صدر كاتم |
ودهريَ سمحٌ بالمعظَّم فيصل | وأولادِه الصِّيدِ الأسودِ الضراغمِ |
وكيف احتياجي للتذّلل للورى | وفضل ابن تركي لا يزال منادمي |
هُمام مليءٌ بالثنا متضلِّعٌ | من الحلم حامٍ للخليقة راحِمِ |
لقد خطّ لطفُ الله سَطراً بوجهه | من النور يتلوه جُناة الجرائم |
له موضعا بأسٍ وجودٍ كلاهما | إذا اشتد يبدي البشر من وجه باسم |
ففي سيفه قطع اللَّهىَ والغلاصم | وفي كفّه يومَ الندى ألفُ حاتم |
له كلَّ يوم في خزائن ماله | ينادي إلى العافين داعي المكارمِ |
لهُ يَقَظاتٌ للتنبيه في العُلا | قليلُ الكرى والقلب ليس بنائمِ |
إذا اهتم في أمرٍ تدانى بعيدُه | وباعد عنه مُضعِفاتِ العزائمِ |
له شِيمٌ غُرٌّ تفوح كأنها | أزاهير روض ناشرات الكمائمِ |
طويل المدى سُمُّ العِدا وافِرُ الجَدى | بسيط الندى كالزاخر المتلاطم |
إذا وصل الدهرُ الخَئون صروفَه | تلقّاه من إحسَانه كلُّ صارمِ |
وإني لمُعتزٌّ به وإليه لم | أزل لاجئاً من دهريَ المتعاظمِ |
فعش يا عزيزَ الفضل يا كاملَ العُلا | ودم في فسيحٍ من مدى العمر دائم |