لك الخير هذي وجرة وظباها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لك الخير هذي وجرة وظباها | فقف سَاعة تقضي النفوس مناها |
وهذي قلوب العاشقين منوطة | بها فلَكَم فيها أُريق دماها |
ويا كبِدي الحرَّى أمالَك نهَلة | بها فلقد طابت وطاب ثراها |
ويا نفس ما هذا الجمود وهذه | جوانب حَزْوى قد بعثن صَباها |
أتت تُنعش الأجسام وهْناً فأظهرت | سرائرَ أخفاها الهوى وطواها |
رأيت نفوس العاشقين عليلة | وما علمُوا إلا الحبيبَ دواها |
ومذ عَزّ لُقيانُ الحبيب تعلّلوا | بأشياء تَستشفي بهنَّ جَواها |
دعت نسمةٌ بالصّبح أفكارنَا إلى | هوىً فأجابت بالقبول دُعاها |
ولمْ لَم تجب أفكارنا من خِبائها | وباعث أنفاسُ الربيع دَعاها |
ولم لم تكن أجياد أفهامنا إذاً | ملاحاً وأوقات الربيع حُلاها |
وللأرض من نسج الربيع غلائلٌ | مخضَّرةٌ مبسوطة بفضاها |
ولما بكت عين السماء تبسمت | لها الأرض تُبدي عن وجوه رضاها |
كأنَّ عيون الروض مقلةُ عاشقٍ | كأنَّ الذي يعنو المحبَّ عَناهَا |
إذا الأُقحوانُ الغضُّ ضاحَكَه الحَيا | بدا في خدود الأرض فرطُ حَياها |
يبث نسيمُ الروض أخبارهَ لهَا | فتهتز طيباً من لطيف سُراها |
كأنَّ نسيم الروض ألسنةُ الورى | تبث إلى السُّلطان طيب ثَناها |
وكانت مساوي الدهر مِن قَبلُ جَمّةً | فكفَّرها إحسانُه وطواها |
همامٌ أتته المكرُمات مطيعةً | ولبتْه أجناسُ العُلا فَحماها |
وكانت مساوي الدهر من قبل حمة | فكفرهاإحسانه و طواها |
إذ ما حِبال الفقر مدَّت ببلدة | رمت يدُه البيضا بآيِ عصاها |
ولله نفس طال في المجد أصلُها | وطابت نَماءً أرضُها وسَمَاها |
عليها هَمَى المجدُ الأثيلُ فروَّضتْ | وقامت فغذّاها العُلا وسقاها |
بكفِّ ابن تركي ديمتان فهذه | بها النفع والأخرى تهدُّ حَصاها |
إذا ظلمات الخصب جنَّت على الورى | أنار بها هِمّاتِه وجَلاها |
كأن عطاياه سحائبُ وُكّفٌ | فما بلدةٌ إلا أتاه حَياها |
كأن إله الخلق صوَّر ذاتَه | من الفضل والحال الجميل كساها |
له رحَلاتٌ للتنّزه والعُلا | يقصِّر كل عن بلوغ مداها |
ورابع والعشرين من صفر أتى | حِمى السيب من عام أنارَ سنَاها |
كأنَّ سليمان بن داود أقبلت | كتائبه تجري بهنَّ رخاها |
كأنَّ الرياح الهوج تُزجي غُديّةً | غمائمَ يملأن الفَلا وفَضاها |
كأنَّ يدَ السلطان فيصل لجَّةٌ | تدفّق للعافين سَيْبُ عطاها |
كأنَّ مُحياه كَسَا الشمسَ حُلّةً | من الحسن حتى صار نور ضحاها |
كأنَّ مَجَرّ الغاديات مجرة الس | ماءِ إذا لاحت نجومُ ظُباها |
كأنَّ القضا المحتوم أفواه صُمْعهِم | فما ضربت إلا وحان قضاها |
كأن مسار النقع سُحبٌ وقدحها | الشرار بروق يستهل حياها |
غدا ووجوه الأرض مشرقة به | وحلَّ من السيب المنيف عُلاها |
ديار كساها الدهر ثوبَ نَضارة | فطابت مغانيها وطاب كلاها |
ولما استوى السلطان فوقَ سريرها | تمنت سما كيوان طيبَ ثَراها |
وللخيل غارات على فلَواتها | تُسابق عند الجَرْي سِربَ قَطاها |
إذا ركب السلطان في صَهواتها | أجابته طوعاً طيرُها وظِباها |
كما صار فوق الخيل في حومة الوغى | إذا دارت الهيجاء قطب رحاها |
كما هو في دستِ الخلافة مُستَو | وكلُّ رعاياه تُبين عَناها |
فكم أرنبٍ صيدت وكم ظبية عتت | وكم طائِر يهوي صريعَ هواها |
وللمَلِك السُّلطان شِبْلٌ مؤيَّد | أجابته عَليا المجد حين دعاها |
توجه للفيحا سمائل فاغتدا | بهامتها قهراً وفاح شذاها |
فسكَّن منها ما غدا متحركا | وأطفأ بالاصلاح نارَ لظاها |
فشكراً أبا تيمور لله إنما | أمور الورى ألقت إليك عصاها |
ودونكَها غرَّاءَ ذاتَ قلائد | تريد قبولاً منك فهو مُناها |
ودع كل ذي شِعر سواي فُحجَّتي | هي الشمس يملا الخافقَين ضِياها |
ولا تُقبل الدعوى يجيءُ بها الفتى | إذا لم يؤيِّدها بنور هُداها |
فعش سيدي غوثَ البسيطة باسطاً | أياديك فيها لا يَجفُّ نداها |
ولا زال تيمور واخوته على | بني الأرض في العَليا نجومَ سماها |