هذه الشمسُ أين ذاك الملامُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هذه الشمسُ أين ذاك الملامُ | ليس يبقى مع النهار ظلامُ |
أأُرجي من العواذل نصحاً | ما قفا حارةَ الكلاب عظامُ |
رفلت في بدائع الحسنِ حتى | خدمتها الألباب والأجسامُ |
وغدونا لمقلتيها رمايا | ولنا منهما الِلحاظ سهَامُ |
غير أنَّا منها غدونا نَشاوَى | فَلُماها ومقلتاها مُدامُ |
لا عجيب من جفنها استُلَّ لحظٌ | كل جَفن يُستلُّ منه الحُسامُ |
لحمَام الحلي رِقّة صوت | أبدعت من سماعها الأنغامُ |
ذكّرتنا حورَ الجِنان إذا ما | حرَّك الحَلْيَ مَشْيُها والقِيامُ |
إنَّ للبِيض والرماح لأَص | لَيْنِ لحظُها وذاك القَوامُ |
لا خَبَتْ نار وجنتيها فمنها | في نُهى العاشقين شبّ ضِرامُ |
والمحيَّا والفرع أصلٌ ومنه | نشأ الصبح مُسْفِراً والظلامُ |
وكذا لا انجلى من الفرع ليل | فلنا فيه حَيرة وهُيَام |
ورعى الله صبح وجه تجلىّ | كم لنا فيه مقعدٌ ومَقامُ |
يا رعى الله عهدنا بالمصلى | لا دَهاه من الخطوب انصرامُ |
كان لي في حماه ملعبُ انسٍ | نشرت فيه طيبَها الأيام |
آه مَنْ مُسعدِي لاطفاءِ نارٍ | بي مجازاً وتلك عُرفاً غرامُ |
كلما انهلّ فوق صدري سيلٌ | من دموعي يزيد فيها أُوامُ |
هذه نسمةُ الصباح دعوها | تهتدي فهي للقلوب زمام |
أنا مصدوعُ مهجةٍ بالتنائي | ولها كان بالتداني التئامُ |
ما تشفّيت بالنسيم وما كُ | لُّ دواء تُشفَى به الأسقامُ |
غير أني وجدت منها ارتياحاً | كلَّما لجَّ بالفؤاد الغرامُ |
مثلما ارتاح بالندى والمعالي | فيصلُ الأوحدُ المليكُ الهمامُ |
أرْيَحيُّ النَدى من البحر كفّاً | لم يَزُرها الارهاقُ والاعدامُ |
خطبته العُلا فلم ترضَ كُفْئاً | غيرَه والشهودُ فيها الأنامُ |
وأتت نحوَه المقاصدُ طوعاً | فجرى الحكم والزمانُ غلامُ |
وسَعت للعُلا الملوكُ ولكن | هو في الفضل للملوك إمامُ |
سبقوا في العُلا سواهُ ولكن | سَبقت منه قبلهم أقدامُ |
مِنْ يديه وسيفِه للرعايا | والأعادي الإِنعامُ والانتقامُ |
كيف يخفى سلطانُ مسقطَ فضلاً | نُشرت حول بابه الأعلامُ |
بحر فضل فالبر والبحرُ يجري | وَلكلٍّ بفضله إلمامُ |
زُرْه تظفَرْ فحولَه الناس جمعٌ | فقعود وآخرون قيامُ |
جمعتْهم حاجاتُهم وهي شتّى | ورأوه به يُنال المرامُ |
سوّدته أفعالُه البيضْ لكن | أيَّدتْه الآباءُ والأعمامُ |
فغدا في دَسْتِ الخلافة فرداً | وعليه الاجلال والاعظامُ |
باحتفال تنزاحُ عنه البلايا | ونَوالٍ تُمتاح عنه الغَمامُ |
يا هُمامٌ قد زارك العيد بالسَّعْ | د ومنكم لزائرِ الاحترامُ |
من بعيد أتاكمْ يطلب الفَوْزَ | بلقياك والخطوب نيامُ |
ما أتاكم يبغي قِراكَ ولكن | شاقه من صفاتك الاسلامُ |
آذنته الأيام أن بقاكم | ماله في طُول الزمان انصرامُ |
إنَّه نعمة من الله لا شكَّ | وكفرانُها علينا حرامُ |
فلك البشر والهَنا بلقاهُ | وله الشكر منك والإِكرامُ |
زادك الله بهجةً وانشراحاً | وتوالت إليكم الانعامُ |
وعلى الخادم الثنا والتهاني | وعلى فضلك الوفا والتمام |