أذاك بدر دجىً أم شادن طلعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أذاك بدر دجىً أم شادن طلعا | وذاك برقٌ بدا أم ثغرهُ لمعا |
وعقربان أم الصَّدغانِ منه فلي | من ريقهِ البارد الترياقُ إذ لسعا |
وذاك هاروت أم إنسان مقلته | وذاك ماروت أم ذا لحظُه قطعا |
وتلك حبة قلبي أحرقت كمداً | في الخد أم نقطتا مسك بها وُضعا |
أم خاله الأسود الداعي بصَائرنا | بمنبر الخد فانقادت له شرَعا |
أم غصنُ بانٍ تجلىّ في كثيب نقاً | أم قدُّه قام في رِدف به اضطجعا |
أم هيكلٌ صِيَغ من طين البَها صنماً | إليه كل النُّهى من حسنه خضعا |
أم ذاته أم لإِسرائيل نسبته | أم فرَّ من حُور عَدْنٍ نحونا وسعى |
لما رأيت بديع الحسن جُمِّع في | قميصه قلتُ سبحانَ الذي اخترعا |
غازلته في رياض أشرقت نظراً | واستمسكت وشَدَت شمّاً ومستَمعا |
بثثتُ شكوى ولو مرّت على حجر | أمست على قلبه المشدودِ لأنصدعا |
أمطْتُ عنه حجابَ الصَّد من عِظَتي | فَلاَنَ ثم سألت الوصل فانخدعا |
وكلمَّا رمتُ شيئاً منه طاوَعني | وكُلمَّا دام مني في الهوى وقعا |
صرنا حليفَىْ هوىً لم نفترق أبداً | كمثل تيمور والعَليا قد اجتمعا |
معظم فقلوب الناس ناظرة | لَهُ وأبصارها كلٌّ له خشعا |
ذو بَسطة في العُلا لا زال منغمِساً | في بحرها العذب حتى قام مضطلعا |
ذو لُجَّةٍ في الندى لا زال جوهرهُا | يُفضي فيغدو بأجياد الورى لَمَعا |
أنداهم راحة تعطي وأكثرهم | للناس في الفضل والمعروف مصطنعا |
واصلتهُ اليومَ صُبحاً والسصماءُ سَخَت | بالجود والبرقُ في حافَاتها لَمعا |
للّه تيمور ما أحلى شمائلَه | كأنها المُزْن من أُفق الهوى هَمَعا |
به الوطيّة طابت نزهةً وحِمىً | وطاولت رِفعةً ما كان مرتفعا |
قد أمَّها وجنود الله تتبعه | مثلَ الكواكب تقفو بدرَها تَبَعا |
فالخيل قد رقصت في أمنه فرحاً | والأُسد قد ضؤلت من خوفه فزعا |
والأرض تهتز إجلالاً جوانبُها | والوجه يشرق مسروراً به طمعا |
وبارك الله في مَبداهُ يوم بدا | وبارك الله في مسعاه يوم سعى |
ولا يزال سعيد شبله شرفاً | ومنصباً كسعيدٍ جدِّه شَرَعا |
ولا يزال طويل العمر يحفظه | رب السماوات مفطوماً ومرتضَعا |
جاءتك سيِّدَنا تيمورُ جازعةً | فجُدْ لها بقبول يُذهب الجَزَعا |
وارتع فقدرك أعلى في ظلال بَقَا | واربعَ فنجمُك في أفق العلا طلعا |