إذا كان التغزل شان شعري
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إذا كان التغزل شان شعري | فمدح عزيز مصر زان قدري |
فمن يك عاذلا فليطو عذلي | ومن يك عاذرا فليبد عذري |
مليك قد تفرد بالمعالي | روايتها تدوم لكل عصر |
لبحر عطائه مد فاعظم | ببحر غير موصوف بجزر |
مدائحه تزيد الشعر حسنا | ومنه قد جرت في كل بحر |
وحل مرامها في كل صدر | وجال نظامها في كل فكر |
وما شيء باعجب من مليك | بمصر ومدحه في كل مصر |
الم تر كل ملك بات ضيفا | لديه باء وهو حليف شكر |
وودوا لو على تيجانهم من | جواهر لفظه شذرات در |
لئن لم يحكهم في لبس تاج | فقد حاكاهم في لبس فخر |
وكان على تفاخرهم مبرا | باحسان ومعروف وبر |
له عن جابر اكسير راي | احال تراب مصر عين تبر |
وابدل حرها في ناجريها | بجنات وروضات ونهر |
واجرى النيل حيث اراد حتى | كأن بامره الاقدار تجرى |
لاسماعيل آية فلق بر | وآية آي موسى فلق بحر |
ففلق البركان لمحض نفع | وفلق البحر كان لبعض ضر |
فهل ابصرتم من قبل ملكا | تطوع له العناصر طوع اسر |
بعيد الصيت دانى العرف يرجى | لدفع ملمة ونوال وفر |
وفتح ممالك وسداد ثغر | وضبط سياسة وصلاح امر |
عظيم الجد في نفع البرايا | رشيد الراي مامون التحرى |
اذا ما قال لم يترك مجالا | لقوال وان يك حرف جر |
وللدنيا وللدين افتخار | بافعال له تبدو كزهر |
على طرف الثمام ندى يديه | وفي الفلك الاثير ثناه يسرى |
ورب صنيعة منه لراج | تكون لمعشر اذخار دهر |
وليل يخلص الداعي دعاه | له فيه يساوى الف شهر |
ومن لم يدع فاحسبه كفورا | لنعماه وذلك شر كفر |
غدت ايامه الغر الليالي | مواسم للورى حفت بسر |
ومن بركانها نشرت دروس | تعاورها دروس أي نشر |
وبثت في اقاصي الارض طرا | مدارس حاويات كل حبر |
وزاد الازهر المعمور فضلا | ينافس فيه من للفضل يدرى |
وفي السودان قد نبغت الوف | وصاروا اهل عرفان وقدر |
فمن يك قد راى من قبل معسرا | يقل ما ذاك الا فعل سحر |
ستسدك بالنجاشي عن قريب | ندامته ويصلى نار قهر |
لقد انذرته يوما عصيبا | فظن الحرب اكل كشي بتمر |
ايزعم قرنه فيها غبازى | فيرميه ويلطأ خلف صخر |
سيصلى من مدافع جيش مصر | وربك ما يفوق صلى جمر |
فان الله يخذل كل باغ | ويشمل من بغى الحسنى بنصر |
ولست الوم ذا وجه قبيح | اذا ما عاب ذا الوجه الاغر |
ولكن جاحد النعمى مليم | وفي تاديبه احراز اجر |
ولا سيما جحود عطاء ملك | اجل ميمم واعز بر |
الم يكرم له وفدا توخوا | بلاد الانكليز وهم بعسر |
وانزلهم لديه خير نزل | وذلك دابه مع كل سفر |
باية حجة قد رام قاصا | عبيدا ويله من ارض مصر |
واي ملوك هذا العصر يلفى | له ردءا على بغى وغدر |
بدآة امره هوج وطيش | وعقباه الى فشل وخسر |
وملك ابي الفداء يزيد عزا | بتوفيق الإله المستمر |
له عين العناية كل حين | تقيه سالما من كل ضر |
حمايته امان من زمان | يظل الحر فيه اسير حذر |
وطاعته لدى الرحمن زلفى | تفيز بكل ميمنة ويسر |
ايا ملك الكرام ولا احاشى | ويا فخر الانام ولا اورى |
لقد قلدتنا مننا كبارا | كفتنا المين في زيد وعمرو |
وعارا من تملق ذي جفاء | ومن اطراؤه بالشعر يزرى |
فخير الشعر اصدقه مقالا | وقول الصدق شيمة كل حر |
اجدنا في صفاتك كل مدح | وكررناه في سر وجهر |
ولسنا ندعي لحلاك حصرا | مدى الازمان في نظم ونثر |
ادام الله مجدك في كمال | وعزك للخلافة شد ازر |
ودمت تمدها وبك ابتدار | الى الحسنى باسلحة ونضر |
ودامت حولك الانجال تبدو | كما تبدو الكواكب حول بدر |
لكم وافت بعيد الفطر بشرى | وعيد النحر ياتيكم ببشر |
فلا زلتم باقبال وعز | وتبجيل وإجلال وفخر |