في الناس من يتجنب التدنيسا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
في الناس من يتجنب التدنيسا | طبعا وآخر يشتهيه غطوسا |
من شاقه استنشاق انتن جيفة | فليلس البرجيس في باريسا |
بالوعة فتحت فافعم نتنها | كل الانوف وسامها تعطيسا |
ابدا ترى الاقذار من فوهاتها | مثل السحاب تراكما وعموسا |
ناديت اذ عاينت مبعث خبثها | اين الانوف الآنفات دسيسا |
اين الذي تعنيه صحة جسمه | فيجانب التدنيس والتنجيسا |
اين الذي يبغى سلامة عقله | فيباعد الفسفاس والمألوسا |
ما كان لي من بعد هذا الرزءان | ارضى بقطر بثها تعريسا |
اذ ما يقوم مقام انفى غيره | لو كان عندي الف جالينوسا |
يا اهل باريس اقذعوا ظربانكم | عن ذي الروائح واحذروا التدنيسا |
لا تقربوها انها رجس لكم | تنفى الكرى اوتورث الكابوسا |
عار على من شاع عنه الفضل ان | يرضى النقيصة او برود خسيسا |
يا معشر الافرنج ان انكرتم | خلق السعالي فانظروا العتريسا |
يا معشر الادباء ذودوا العث عن | شمل الصحاح واخفروا القاموسا |
غاروا على لغة لكم قد شانها | الحوشى ممن ينكر المانوسا |
لو اطلقت لي قدرة لربطته | مع صنوه اعنى به العكموسا |
ما كادني الا غبى مدع | ان كان للعلماء قبل جليسا |
ويقةل اني قد حضرت مدرسا | حبرا اريبا لازم التدريسا |
وهو الجهول وليس يدي جهله | وهو العمى ويقول لحت شموسا |
لو كان نيل العلم بالدعوى لما | سهر المجاور ليله الادموسا |
سفه على هوج على خرق على | دهش على بطر جمعن دكيسا |
ان ترو من سفر دليلا يعزه | هوجا اليك وغرة وشريسا |
ان كان لا يهدى الصباح ذوي العمى | فعلام تزهر عندهم فانوسا |
واذا البراعة جردت عن قلبها | فلاي شي تستعير لبوسا |
ماذا يحيك العذل في من شانه | ان لا يرى الا السفاهة سوسا |
ما ضاره غير السوى لانه | يبغيه مثل طباعه معكوسا |
طالت دعاويه وقصر فهمه | وحجا الائمة في العلوم قسوسا |
فتراه يلغو مسهبا ومشاغبا | في كيف يضبط كاتب باريسا |
هذا الفضول بعينه لمؤرس | عند الابيل رئيسه تأريسا |
ولقد تراه مفاخرا في انه | يتلو صحائف او يقل طروسا |
ولكم راينا حاملا اسفاره | وهو الحمار تزيده تخييسا |
يا خطة عظمت وعز مصابها | عن ان نرى شيا عليه قيسا |
ظربان سوء كل طرف قد نبا | عنه ويحسب نفسه طاووسا |
يفشى الخبائث لاستطابة حاله | منها ويسرط رغبه التقسيسا |
ياللورى هل فيكم متحمل | هذا البلاء وقد تفاقم بوسا |
افليس بينكم امرؤ لم يغوه | ويضله الوسواس من ابليسا |
فيكون في فصل الدعاوى منصفا | حكما ويكشف عنه ذا التلبيسا |
افيستوي من يخدم السلطان ذا | نصح وآخر يخدم القسيسا |
ام يستوى من بات الف كتابه | واليف علج ينقس الناقوسا |
مذ شاقه الاجراس مطروقا بها | لم يترك التنديد والتجريسا |
جعل التقول والتمحل دأبه | وعليه اسس جده تاسيسا |
متطلبا عثرات خلق الله كي | يغتاب مفتخرا بها لقيسا |
في كل مقذرة يغرز انفه | ينشى بها خبرا يسوء رئيسا |
في كل مخبثة تراه كارفا | متكهناً شرا يسوم نحوسا |
ان يبصر الجعلان تحمل بعرة | لم يلف من حسد لها تنفيسا |
لم لا يندد بالهنات اذا بدت | ممن حكاه مذلة وبؤوسا |
لكن تراه يلوك عرض اولى العلى | غيظا عليهم ان علوه نسيسا |
كالثعلب النكر ازدرى ما طاب من | عنب بغى اذ آب عنه يئوسا |
لم ينع الا بالخراب وبالبلا | كالبوم ينذر نعبه انكيسا |
فهو الذي في شعر احمد وصفه | ياوى الخراب ويسكن الناووصسا |
وعناه جمعا في الخداع بقوله | كثر المدارس فاحذر التدليسا |