أوفى الهناء إذا شآه عزاء
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أوفى الهناء إذا شآه عزاء | وتلته بشرى بالمنى وغناء |
كنا نظن الخطب لما غمنا | ان ليس يعقب ضره إرضاء |
خطب به أودى سعيد وهو في | شرخ الشباب وحوله الإملاء |
وإذا بصبح جلاء إسماعيل قد | كسف الغمى فانجابت الغماء |
وكذا النجوم يغيب منها نير | ويذر آخر بعده دراء |
فلنحمد المولى على سرائه | من بعد ما قد مسنا الضراء |
هذا العزيز وكل شيء دونه | هو هين وله النفوس فداء |
ولتخلعن حدادها مصر فقد | وشى رباها رونق وبهاء |
ولسوف تمرع كلها في ظله | وكما يروم زكاؤها ويشاء |
لو لم يكن مثل النضار ترابها | ما جاء فيمعنى الغنى الاثراء |
هذا الذي من عدله ترجو الورى | ان ستوى ظمأ الثرى والماء |
فالله بقضى كل ما ينوى به | عبد بنيته له وفاء |
ان شح عنها النيل بعض اصابع | فله يد عنها جزت بيضاء |
قد سخر اللَه القلوب له وان | من لفظة التسخير كان يساء |
فليهنأ الأكار ان كراء | وكراه في امن الزمان سواء |
طربت لنغمة وعده باقصد في | نهج السياسة تلكم السفراء |
فرووا حديث ثنائه وتنافسوا | فيه كأنهم له شعراء |
الناس منهم مفرد لكنه | في الفضل جمع ما له احصاء |
يكرى الخلى عن المعالي ليله | لكنما نوم التجى اغفاء |
شيم حواها عن ابيه وجده | نعم البنون ونعمت الآباء |
حلت حلاه في مقام باذخ | فلذاك ينزل دونها الاطراء |
من كان في ظمأ وفجر مدحها | وجد النعيم فزال عنه الداء |
يا ساعة احيت قلوب عباده | اذ قال طيبوا ايها الابناء |
اني لراع حقكم وولاءكم | ولكم على الامن والايلاء |
ان تنعموا نعم وان تجدوا اذى | فلشكوكم من عندي الاشكاء |
واللَه اولاني سياسة امركم | فاستنجدوا بي ايها الضعفاء |
اني بتوفيق المهيمن كافل | لكم المنى ولمثل ذاك اشاء |
اني واياكم على دين الهدى | ولكم يحق به على اخاء |
انا عباد اللَه نرعى ذمة | للائذين بنا وهم غرباء |
فالاقربون احق بالزلفى وان | ترعى عهودهم على ما شاؤوا |
بشرى لكم يا اهل مصر بغبطة | لكم بها اللألاء والآلاء |
اموالكم محمية وحقوقكم | مرعية ومناكم فناء |
وحبالكم موصولة وربوعكم | ماهولة وقراكم غناء |
وثغوركم مامونة واموركم | ميمونة واجوركم جماء |
وحماتكم اهل السرا وقضاتكم | اتقى الورى وولاتكم امناء |
من ذا الذي ما سره بشرى بها | عاش السرور وزالت البرحاء |
اذ قام اسماعيل يحكم آمرا | بالحق والتقوى له سيماء |
ما ضر ارضا قد سقاها عدله | ان لم تجدها ديمة وكفاء |
فالعدل اعمر للبلاد من الحيا | ولئن يكن في ضمن ذا الاحياء |
واللَه ناصره ومعلى امره | حتى تذل لرايه الاراء |
اجدر بمن قد حاز كل فضيلة | ان ليس يذكر مع علاه علاء |
يا ايها الشعراء ان صغتم له | مدحا يليق فانتم الامراء |
لا تنفقوا ذا الكنز في غزل ولا | في رسم دار قد عراه عفاء |
او في مدام قطبت او عتقت | وتعددت الفا لها الاسماء |
فالقول في هذا ضياع وهو في | مدح العزيز تضوع وضياء |
من شاقه وصف المحاسن فليصف | عظمى حلاه فانها الحسناء |
وهي المعاهد يستطاب حديثها | وهي الصبا والروح والصهباء |
تبدى المعالي ذاته العليا كما | بالنور يمكن ان ترى الاشياء |
دام الزمان لما يروم مسخرا | وعلى المدى يهدى اليه ثناء |