زارت سعاد وثوب الليل مسدول
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
زارت سعاد وثوب الليل مسدول | فما الرقيب بغير النشر مدلول |
وما سعاد وقد زارت باسكن من | ظباء وجرة تهديها مطافيل |
ترمى سعاد بسهم عن حواجبها | ففي الخليين مجروح ومقتول |
وشاحها مثل قلبي لم يزل قلقا | وزندها اخرس الدملوج مجدول |
يا ليلة قصرت بالعتب احسبها | من لامها العتب او من يائها الطول |
طال التشاكي بنا حتى كان تبا | شير الصباح وقد لاحت تهاويل |
نقابها سالفها فهي غانية | عن النقاب وبعض النقب مبذول |
غراء من غرة او غرة فنق | يقعدها الحلى عند المشي عطبول |
ما ان ترى اللين الا من معاطفها | وليس يعقب منها الملث تنويل |
لم اعرف الهم الا مذ كلفت بها | وصار في وصلها للنفس تسويل |
لم اخل من حاسد عند الوصال وان | نات فاني لفرط الوجد معذول |
ما عاذلي في هواها غير ذي سفه | لم يدر ان الهوى للمرء تجميل |
وهل يليق الهوى الا بذي ادب | على الوفاء وحفظ العهد مجبول |
ام كيف ينجع قول في شج ذهبت | به الصبابة حيث العقل معقول |
ما لامرء في الهوى قلبان مشتغل | به وآخر طورا عنه مشغول |
ما بعد انذار شيبي ما يحولني | عن حبها لو بدا لي عنه تحويل |
ما الحب الاغذاء الصب مكتهلا | وقبل ذلك نقل ثم تعليل |
اجدر بمن قد درى شيا واتقنه | ان يطيبه له حرص وتحصيل |
قد شاقني من سعاد انس معهدها | والشوق ينشئه ذكر وتخييل |
وهاجني من حمام الايك ساجعة | تشكو اذا الليل اصبى منه تطفيل |
كأنها لا ترى من الفها بدلا | ان شاق الفا من العشاق تبديل |
أو انها الهمت ان بيننا نسب | في السجع والوجد حيث القلب متبول |
أما المديح فإني قد خصصت به | في وصف احمد ما تتلى اقاويل |
هو المليك الذي طلب الزمان به | وزانه منه تمليك وتكميل |
من قال في مدحه او ظله بلغ الاقوال | شانا فقولوا فيه او قيلوا |
ملك يجبر اذا دهر يجور فمن | ناداه كان له كالجار تنفيل |
يعطى الجزيل ابتداء وهو معتذر | حتى الكثير من الاطراء تقليل |
الناس ما بين راج باسه وندى | كفيه وهو على الحالين موول |
لما بدا بفرنسا نور طلعته | ومن يديه لهم سحت اهاليل |
غار الحيا منه حتى قال قائلهم | لنا سحابان مسؤول ومملول |
لو كان امسك اجلالا لراحته | لما عدا من نداها الارض تجليل |
في حسن اخلاقه اللآي زكت لهم | تامل ومن الاحسان تاميل |
ولم يزل عندهم شان له نبها | كل ببث المزايا عنه مشغول |
حتى غدا مكبرا صغرى مآثرا | كبيرهم آثرا ما منه منحول |
لم يبق في الشرق او في الغرب من احد | الا وعنه مديح فيه منقول |
وما يفي من بديع القول في ملك | او في على المدح اجمال وتفصيل |
اقل آلائه لا يستقل به | من الثنا ما به لم يول تطويل |
ان يشرك الناس في الاسماء فهو بما | له من الفضل لم يشركه تفضيل |
في مدحه شعراء العرب قد فضلت | فلاسف العجم حيث الشعر مفضول |
من كان في النظم موضوعا ولاذ به | تحمل قوافيه فالموضوع محمول |
ما زال في قومه تالي مدائحه | مقدما عنه حد العسر مفلول |
ساس البلاد بعدل ليس يصرفه | لهو المعيشة عنه والاباطيل |
وقام بالدين والدنيا فما برحا | به سعيدين لا يعدوهما سول |
ما عال الا على مال يجود به | وعال ذا عيلة وخا تعويل |
لو جاز تسوية الصر عين ما اختلفا | تعادلا كان منه اليوم تعديل |
او لو تهادى الورى بالعمر عن مقة | لكان يهديه جيل بعده جيل |
مليت يا تونس الخضراء حضرته | ما دام في الارض قطر وهو ما هول |
إن كان في مصر يرحى النيل آونة | ففيك في كل آن جوده نيل |
أو ان تكن عجم تزهى بأرضهم | ففي سمائك كل الفخر مشمول |
حمدا على عوده الميمون يقدمه | عز ونصر وتعظيم وتبجيل |
ما غاب عن بلد الا ونائله | فيه مقيم به الايسار مكفول |
في الغرب حضرته والأرض قاطبة | ثناؤه بالدعاء الدهر موصول |
ظل الآله وداعيه ونائبه | وسيفه لاجتياح الضد مسلول |
وهل يناويه إلا الأخسرون ومن | لهم إلى الحتف قبل الفتح تعجيل |
مؤيد العزم والرحمن ناصره | مسدد الراي والمقدور مجهول |
إن ينو أمرا فإن لاحق مقصده | أو يقض أمرا فبالتوفيق مفعول |
مهذب الحلق محمود الفعال | جليل القدر مرضاته لله توسيل |
أدامه الله فخرا للورى وعلى | هاماتهم من أياديه أكاليل |
ودام مبتهجا هذا الزمان به | ما ان تلا قارى حم تنزيل |
إن المؤمن من بعد الدعاء له | مؤمن وبه الاهلال تهليل |