أرى الدهر خوانا يعادي الجوائبا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أرى الدهر خوانا يعادي الجوائبا | وينصب لي فيها الصديق محاربا |
لقد كان ذا عقم فلما بدت له | نتائجها الغراء ولي مغاضبا |
وقد كان يرجو وهو ذو خرف بان | اعلله منها بداح مداعبا |
فلما رآها انها الجدّ نفسه | اذا هو قد اضرى عليها المشاغبا |
وما تلك اولى فعلة سآني بها | ولا تلك اولى ما تحملت شاحبا |
ايحبسني من اجل اني صادح | ويحيط سعيي ان رآني دائبا |
ايحسبني اني اذل لعزه | عليّ وامسى من رزاياه هائبا |
ولي قلم ان لم يكن في جوائب | يكن في سواها حيثما كنت جائبا |
يمنعني الجدران والنبت والحصى | اكثبها جندا عليه كتائبا |
الا ليت شعري كم اعاني نوائبا | ويحمل منها منكباي نواكبا |
اضام ومالي ناصى اتقى به | رواسب دهر تستفز الرواسبا |
اذا رمت امرا حال بيني وبينه | واصبح لي فيه خصيما مراقبا |
فلا هو يأتيد بغبري ولا يرى | سراحي واني منه اقضى المآربا |
اقام عليّ اليوم عينا رقيبة | واقعد كل الليل عندي حاجبا |
وهل انا الا بين يوم وليلة | فاني اذا فاتا اطول المطالبا |
افي كل سعي لاح لي منه مطمع | اجازى بحرمان فارجع خائبا |
نخلت لاهل العصر نصحي وطيتي | فلحت عيانا منه في الحال شائبا |
وما كنت احجو انهم يجهلونه | وينسيهم منه الدهاء التجاربا |
اان صم عني معشر شمل العمى | معاشر حتى لا يرون المخاطبا |
اذا لم يجد حر خدينا مصافيا | فاحرى له ان لا يخادن صاحبا |
ومن لم يجد من بين اهل له اخا | فاولى له ان لا يؤاخى الاجانبا |
ومن كان لم يحفظ له العهد حاضر | فلا يطلبنه عند من كان غائبا |
ومن طلب البرهان منه على الضحى | فاجدر به ان لا يجيب المطالبا |
ومن عد سهلا أن يكذب صادقا | تعود جهلا ان يصدق كاذبا |
ومن زيف النقد الصحيح فانه | يجاد الى زيف فيأتيه لائبا |
أعوذ برب الناس من شر حاسد | يرى كل ما تحوى العياب معايبا |
يرعى كل عيب دون عيب بنفسه | وان كان منه قد تردى جلاببا |
اتاني كلام ا لناس ما بين حاسد | وآخر خلاق عليّ شوائبا |
وما دريا اني امرؤ لا تضيره | ضواري كلام لو لغيري لاسبا |
إذا كان دهري مولعا باساءتي | فذلك شان لا يشين المناقبا |
وإن كان سعيي في الجوائب خاسرا | فإني لذخر الفخر أصبحت كاسبا |