سَجَدتُ في هَيكَل الأَماني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَجَدتُ في هَيكَل الأَماني | مُضَعضَعَ العَقلَ وَالجَنانِ |
في لَيلَةٍ لَم تُبن شِهاباً | إِلّا أَراشَت سَهماً رَماني |
وَقُلتُ لِلمَجدِ وَهو طَيفٌ | لَم أَرَهُ بَعدُ في مَكانِ |
إِنَّ أَمامي طَريقَ نَفسي | وَليَهدِني مِنكَ نيِّرانِ |
إِذا بِصَوتٍ كَالهَمسِ أَلقى | في مَسمَعي هذِه المَعاني |
أَنا خَفيٌّ كَالسِرِّ أَو كَال | هلاكِ أَنقضُّ في ثَوانِ |
أَظهَرُ في ساعَة الطعان | بَين ضَبابٍ منَ الدُخّانِ |
وَلا يَنالُ الخلودَ مِنّي | إِلّا فُؤادُ الَّذي يَراني |
فَما لهاثي إِلّا ضرامٌ | يَدُبُّ في عُنصرِ الزَمانِ |
فَلا يَغُرَّنَّكَ اِبتِسامي | فَتَحتَ جَفنيَّ هَوَّتانِ |
سَكَبتُ في أَعيُنِ المُعَرّي | زَيتَ النُبُوّاتِ من عُيوني |
وَقُلتُ لِلناصِريِّ طَهِّر | ذُنوبَهُم بِالدَمِ الثَمينِ |
قُلتُ لِقَيسٍ عَشيقِ لَيلى | أَنشِد وَمُت رافِعَ الجَبينِ |
قُلتُ لِليَنين نَم قَريراً | أَنتَ نَبِيٌّ بَعدَ قُرونِ |
الصَمتُ في قدسِهِ صَلاتي | وَموحِياتُ الآلامِ ديني |
لا يَرتَقي سُلَّمي ضَعيفٌ | أَنا لِبأسٍ لَستُ لِلينِ |
مَقالدي الصَبرُ وَالتَأَنّي | وَشِدَّةُ العَزمِ في الشُؤونِ |
أَحمِلُ في مُقلَتي عَذاباً | وَشُعلَة النارِ في جَبيني |
الشَيخُ مِثلُ الفَتيِّ عِندي | مَن يَسعَ تُفتَح لهُ يَميني |
لَمّا أُعَيِّن وَقتَ حُضوري | فَبعدَ حينٍ أَو قَبلَ حينِ |
البَعضُ ماتوا تَحتَ ذِراعي | أَمام مِصباحيَ المُنيرِ |
وَالبَعضُ ماتوا مُذ جِئتُ حَتّى | أُلقي عَلى رَأسِهِم زُهوري |
المَوتُ في مَجدِهِ شِعاري | وَنافِخٌ في الدُجى نَفيري |
فَقُبلَةُ الخُلدِ لَم أَضَعها | إِلّا عَلى حافَةِ القُبورِ |
مَن يَطلُبُ المَجدَ في حَياةٍ | فَليَشتَرِ المَجدَ بِالزَفيرِ |
أَنا هزار في اللَيلِ أَشدو | لَحني عَلى مَسمَح الدهورِ |
يَسمعني المَوتُ في دُجاهُ | وَهوَ يُماشي خُطى العصورِ |
أَشرَبُ من أَدمُعٍ عذارى | وَمن دماء القَلبِ الكَبيرِ |
وَلَستُ أُحيي ذِكراً مُجيداً | لِذي نُبوغٍ وَذي ضَميرِ |
إِلّا إِذا ما اِفتَرَستُ قَلباً | يَكون أَقوى من النُسورِ |