إِمحي السَوادَ عَن الأَهدابِ في المُقل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إِمحي السَوادَ عَن الأَهدابِ في المُقل | وَاِمحي اِحمرارا اللمى المَمزوحِ بَالقُبلِ |
فَلَستُ أَرغَبُ جَفنَ العينِ مُكتَحِلا | وَلَستُ أَنشدُ إِلا حمرَةَ الخجلِ |
وَلا تَودّك نَفسي غَير طاهِرَةٍ | كَأَدمُعِ القَلبِ في قارورَةِ الغَزلِ |
يا بنتَ لبنان يا نبراسَ إِظلامي | كوني حياةً تَمشّى بَين أَعظامي |
وَفي عُيونِيَ مرآةً أَراكِ بها | وَفي فُؤاديَ مُؤاساةً لآلامي |
فَأَنتِ رَمزٌ لإيحائي وَإِلهامي | أَبصَرته من كوى حُبّي وَأَحلامي |
يا بِنتَ لُبنانَ كوني الجُزءَ من كبدي | وَاِمشي مَعي في ذهِ الدُنيا يَداً بِيَدِ |
فَأَمس كنتِ فتاةً تَلعَبينَ دداً | لكِن شببتِ وَأَمسى اليَومُ غيرَ ددِ |
فَأَنتِ أُختٌ تؤآسينَ الحَياةَ غداً | وَأَنتِ أُمٌّ لهذا الكونِ بعد غدِ |
يا بنتَ لنان بنت المَجدِ وَالشانِ | يا ظبيةً مرحَت في جَنَّةِ البان |
خُذي اِحمِرارِكِ من زهرِ المروجِ فَفي | المروجِ أَزهارُ طهرِ العالمِ الثاني |
وَكحلّي الجِفنَ بِالآدابِ وَاِفتَخِري | بِأَنَّ كَحلَكِ من جَنّاتِ لُبنانِ |
دَعي سِواكِ تَبيعُ الثَغرَ بِالذَهبِ | فَالثُغرُ ما اِنشَقَّ كَي يجني عَلى الأَدبِ |
ولَم يَكن ضَرَبُ الأَفواهِ ذا ثَمَنٍ | فَلا تَبيعي الهَوى مِن ذلِكَ الضَرَبِ |
عُرِفتِ طاهِرَةً فَاِبقي مُثابِرَةً | لا تَبدلي الفَلَّ بِالأَشواكِ وَالحَطبِ |
يا بنتَ لنانَ ما أَسمى مسمّاكِ | فَالزَهرُ يَجني شذاهُ من مَزاياكِ |
أَنتِ اِبنَةُ الكَرمِ المورثِ من قِدَمٍ | وَحَيثُ تَأوي ظِبى المرديتِ مَأواكِ |
فَإِن تعالى إِلَيكِ النوحُ من تَعِسٍ | إِرمي لعازر شَيئاً من عَطاياكِ |
في ذاتِ لَيلٍ وَقد فاتَ الكَرى عَيني | خَرجتُ أَسرحُ فكري مع صَديقَينِ |
فَشمتُ نَجمَ الدُجى تَنضَمُّ سارِيَةً | وَبِاِئتِلافٍ تَمَشّى كلّ نَجمينِ |
وَغَيمَتَين أَطلَّ البَدرُ بَينَهما | شَبيه جَوهَرَةٍ ما بَين نَهدَينِ |
فَقُلتُ وَالنَفسُ تَعدو رائِدَ الأَمَلِ | الاِئتِلافُ أَساسُ الجدّ وَالعَملِ |
فَفي الفَتاةِ دروسٌ نَستَنيرُ بِها | إِنَّ الفَتاةَ حياةُ القَلبِ في الرجلِ |
إِذا اِستَنارَت وَآخَته مصافَحَةً | تَجري دِماءُ القوى في مهجَةِ الدُوَلِ |