حَملَ الداءَ مِن شَواطىءِ مِصرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
حَملَ الداءَ مِن شَواطىءِ مِصرا | وَأَتى زَحلَةً فَصادَفَ قَبرا |
لَم تُرِعهُ طُيوفُ بَلواه لَو لَم | تَختَلِج في هَواهُ أَطهر ذِكرى |
حينَ يَهوي الدُجى يَمُرُّ بِهِ الأَم | سُ عَلى جانِحيه يَحمِلُ جمرا |
أَيُّ جَمرٍ أَحَرُّ من جَمرِ حُبٍّ | صادَفَ القَلبَ مَوقِداً فَاِستَقَرّا |
إِن غَفا مَرَّتِ الفَتاةُ بِرُؤيا | هُ تُنادي رَبّاً وَتَلطُمُ صَدرا |
تارَةً تفجر الدموع وَطوراً | تمسك الدمع في المَحاجِر قَسرا |
تَتَخَطّى أَمام قَبرٍ جَديدٍ | نَثَرَت فَوقَهُ دُموعاً وَزَهرا |
بَدَّل الحُزنُ وَجهَها فَهو لَم يَبق | كَما كانَ يَهرق الحُسنَ سحرا |
وَإِذا ما اِستَفاقَ حَدّق في الظُل | مَةِ حيناً كَمَن تَوَقَّع أَمرا |
وَأَجالَ العُيونَ في الغُرفَةِ الس | وداءِ عَلَّ الظَلامَ يَكشِفُ سِرّا |
ثُمَّ أَصغى لِنَغمَةٍ في حنايا | هُ تَلوّى لِذِكرِها وَاِقشَعرّا |
وَهوُ يَدري أَنَّ الرُؤى أَيقَظَتهُ | مِن شُجونٍ إِلى شُجونٍ أُخرى |
ذاتَ لَيلٍ أَحَسَّ في رِئَتَيهِ | خلجَةً مرَّةً فَخفقاً أَمَرّا |
وَتَراءَت لَهُ فَتاة هَواه | شَبحاً دامِياً فَأَوجَسَ ذُعرا |