أرشيف الشعر العربي

غَلواءُ ما أَحلى المِعطارا

غَلواءُ ما أَحلى المِعطارا

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
غَلواءُ ما أَحلى المِعطارا صَبِيَّةٌ تَغبِطها العَذارى
لا يَستَطيعُ شاعِرٌ أَن يُبِدعا قَصيدَةً أَجمَلَ مِنها مَطلَعا
تَصَوَّرِ الأَزهارَ في نَوّارِ تُنعِشُها اِرتِعاشَةُ الأَنوارِ
تَصَوَّرِ النَسيمَ في الصَباحِ يَهِزُّ ساقَ الفُلِّ وَالأَقاحِ
تَصوَّر السَماءَ في رُوائِها كَأَنَّها الاِحلامُ في صَفائِها
تَصَوَّر الاِعشابَ في الجِبالِ تَحلمُ في مَهدٍ من الظِلالِ
تَصَوَّر الرابيَةَ الجَميلَه لَوَّنها ظِلٌّ من الخَميلَه
وَكُوَمَ الثَلج عَلى الرَوابي تَطفو عَلَيها صُفرَةُ الغِيابِ
وَاِنظُر أَخيراً نَظرةً سَريعَه مُختَلَفَ الجَمالِ في الطَبيعَه
تَعرِف إِذاً مَعرِفَةً عَلياءَ كَيفَ السَماءُ أَبدَعَت غَلواءَ
وَكان في صُورٍ لَها قَريبَه أُعطِيَت اِسمَ الوَردَةِ الحَبيبَه
جَمالُها يَحمِلُ لِلجُنونِ وَميضَةَ الشَهوَةِ في العُيونِ
تَشعُرُ من جَسَدها المُشتَعِلِ في كُلِّ عِرقٍ بِدِماءِ رَجُل
تَصوَّرِ البُركانَ في ثَورَتِهِ تَنقَذِفُ النيرانُ من فوهَتِه
كَالمرأَةِ البَغيِّ في مُقلَتها عُنصُرُ نارٍ قُدَّ من شَهوَتِها
تَصوَّرِ المَوتَ بنابِ أَفعى مُريبَةٍ بَين زُهورٍ تَسعى
تَظُنُّها خِلالَ وَهجِ النورِ ساقِيَةً تَنسابُ في الزُهورِ
تَصوَّرِ المَصدورَ في خدَّيهِ تَوَرُّدٌ يَطفو الصِبى عَلَيهِ
تَخالُه الرَبيعَ عِند فَجرِه إِن أَنتَ لَم تَسمَع سُعالَ صَدرِه
وَوَجلا غَصَّ بِبَلعِ ريقِه فَاِستَجَد القَطرَةَ في إِبريقه
وَلَو دَوى أَنَّ هُناك عَقرَب لآثَرَ الغَصَّ عَلى أَن يَشرَب
وَاِنظُر أَخيراً نَظرَةً سَريعَه مُختَلَف الشُرور في الطَبيعَه
يَبدُ لَكَ المَقتُ إِذاً فَتَعلَم كَيفَ أَرادَت وَردَةً جَهَنَّم
وَرَغِبَت غَلواءُ أَن تَزورا أُمَّ الجُدودِ الأَقدَمينَ صورا
فَسافَرت يَخفرها الفَتاءُ وَحُنسُهُ تَبارَكَت غَلواءُ
فينيقيا وَمجدُها المُشَيَّدُ وَمُلكُها المُعَظَّمُ المُؤَيَّدُ
أَميرَةُ الفُنونِ وَالتِجارَه وَمَنشَأُ العُلومِ وَالحَضارَه
سُلطانَةُ البِحارِ وَالأَسفارِ مَليكَةُ البَرنيرِ وَالنُضارِ
لُؤلُؤَةُ العُروشِ وَالتيجانِ وَمَطمَحُ اليونانِ وَالرومانِ
قائِمَةٌ كَالطَلَل المَهجورِ عَلى مِياهِ شاطِيءٍ في صور

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الياس أبو شبكة) .

أَميرَ الشِعرِ لا نورٌ وَحقُّ

أَمِنَ العَدلِ خالِقَ الأَرواحِ

بلوتُ الحَياةَ فَما مِن أَنيسٍ

في لَيلَةٍ حالِكَةٍ كَالهُمومِ

وَأَهوى عَلى صَدرِها باكِياً


مشكاة أسفل ٢