أرشيف المقالات

وقفات مع آيات الحج (3)

مدة قراءة المادة : 13 دقائق .
وقفات مع آيات الحج (3)

قبل البدء أعتذر عن التوقف عن تتابع الوقفات، حيث كنت في المشاعر المقدسة - في منى تحديدًا - فتعذَّر عليَّ التواصل...
فعوضتُ انقطاعي بالدُّعاء لجميع القراء الكرام، ولجميع الأعزاء مِن القائمين والمشرفين على هذه الصَّفحات المباركات؛ لا سيما في مواطن الحج العظام: عشية عرفة، وصبيحة مزدلفة، وعند الصفا، وعند المروة، وخلف الجمرة الصغرى، وخلف الجمرة الوسطى..

وحيث أجدِّد التحية للجميع لنكمل بقية الوقفات، فإني أقول لكم: قد دعوتُ لكم شكرا وعرفانًا؛ فأنتم لي وقود القَلَم والبحث والفكر، وفَّقكم ربي لسعادة الدارين.

يقول الله تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28].

﴿ لِيَشْهَدُوا ﴾؛ أي: ليحضروا فيُحصِّلوا منافع لهم؛ إذ يحصِّل كلُّ واحد ما فيه نفعُه مِن مغفرة الذنوب، والثواب على أداء المناسك وفعلِ الطاعات، والتكَسُّبِ في التجارات، وحصول التعارف والتلاقي، وتحقيق الأُخُوَّة في الدين والإيمان، واجتماع أهل التوحيد في صعيد واحد؛ ليتلقَّى بعضهم عن بعض ما به كمال إيمانه، ولأنَّ في الاجتماع صلاحًا في الدنيا بالتعارف والتعامل.

وتنكير ﴿ مَنَافِعَ ﴾ للتعظيم والمراد منه الكثرة، وهي المصالح الدينية والدنيوية؛ لأنَّ في مَجمع الحجِّ فوائد جمَّة للناس ولأفرادهم، من الثَّواب والمغفرة لكل حاج ولمجتمعهم.

قال ابن عباس: أما منافع الآخرة، فرضوان الله، وأمَّا منافع الدُّنيا فما يُصيبون من منافع البُدْن والربح والتجارات؛ كقوله: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 198].

ومن تلك المنافع ما يلي: • أن الحاجَّ منذ أنْ ينوي أداء هذه الفريضة يُجري عملية صَقْل خاصة، تُحوِّله إلى إنسان جديد يليق بهذا الموقف العظيم، ويكون أهْلاً لرؤية بيت الله والطواف به، فيُصلح مِن نفسه ما كان فاسدًا، وينتهي عَمَّا كان يقع فيه من معصية الله، ويُصلِح ما بينه وبين الناس.
• ومن الإعداد للحج أنْ يتعلَّم الحاجُّ ما له وما عليه، ويتأدب بآداب الحجِّ، فيعرف محظوراته وما يحرُم عليه، وأنه سوف يتنازل عن هِنْدامه وملابسه التي يزهو بها، ومكانته التي يفتخر بها بين الناس، وكيف أن الإحرام يُسوِّي بين الجميع.
• ويتأدب مع نفسه فلا يُفكِّر في معصية، ولا تمتدُّ يده حتى على شعرة من شعره، أو ظُفْر من أظافره، ولا يقْربُ طيبًا.
ويتأدَّب الحاج مع الحيوان، فلا يصيده ولا يقتله، ومع النبات فلا يقطع شجرًا.
• إنَّ الحج التزام وانضباط يفوق أيَّ انضباط يعرفه أهلُ الدنيا في حركة حياتهم، ففي الحج ترى هذا الإنسان السيد الأعلى لكل المخلوقات، كَمْ هو منكسر خاضع مهما كانت منزلته! وكم هي طمأنينة النفس البشرية حين تُقبِّل حجرًا وهي راضية خاضعة! • وكل أعمال الحج مَصحوبة بذكر الله وتلبيته، فَمَا مِن عملٍ يُؤدِّيه الحاجُّ إلا ويقول: لبيك اللهم لبيك، وتارة مكبِّرًا: "الله أكبر"، ذاكرًا لله، مستغفرًا لذنبه، تاليًا لكتاب الله، حامدًا وموحدًا لربه تعالى.
• ومن المنافع ما يَتناول الهَدْيَ، فالتاجرُ ينتفع ببيع الهدي، والمشتري ينتفع بأداء النسك، والمربِّي الذي ربَّى هذا الهَدْي، والجزار الذي ذبحه، والفقير الذي أكل منه.
• كما أنَّ الحج موسمُ تجارةٍ، وموسمُ عبادة، ومؤتمر اجتماع وتعارف، ومؤتمر تنسيق وتعاون، وهو الفريضة التي تلتقي فيها الدُّنيا والآخرة، كما تلتقي فيها ذكريات العقيدة البعيدة والقريبة.
• أصحاب السلع والتِّجارة يَجِدُونَ في موسم الحج سوقًا رائجة؛ حيث تُجْبَى إلى البلد الحرام ثمراتُ كلِّ شيء من أطراف الأرض، ويقدُم الحجيج مِن كل فجٍّ، وِمن كلِّ قُطر، ومعهم مِن خيرات بلادهم ما تفرق في أرجاء الأرض في شتَّى المواسم، يتجمع كله في البلد الحرام في موسم واحد، فهو موسم تجارة ومعرض نتاج؛ وسوق عالمية تقام في كل عام.

وهو موسم عبادة تصفو فيه الأرواح، وهي تَستشعر قُربها مِن الله في بيته الحرام، وهي ترفُّ حول هذا البيت، وتَسْتَروِح الذكريات التي تحوم عليه، وترف كالأطياف مِن قريب ومِن بعيد: طيف إبراهيم الخليل عليه السلام وهو يَستودع اللهَ فلذةَ كبدِه إسماعيلَ وأمَّه، ويتوجه بقلبه الخافق الواجف إلى ربِّه: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37].

وطيف هاجر، وهي تستروح الماءَ لنفْسِها ولطفلِها الرضيعِ في تلك الحَرَّة المتلهِّبة حول البيت، وهي تُهَرول بين الصَّفا والمروة، وقد أنهكها العطش، وهَدَّها الجهد، وأضناها الإشفاق على الطفل، ثم ترجع في الجولة السابعة وقد حطمها اليأس؛ لتجدَ النبعَ يتدفق بين يدي الرضيع الوضيء، وإذا هي زمزم ينبوع الرحمة في صحراء اليأس والجدب.

وطيف إبراهيم عليه السلام وهو يرى الرؤيا، فلا يتردَّد في التضحية بفلذة كبده، ويَمضي في الطاعة المؤمنة إلى ذلك الأفق البعيد: ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 102]، فتجيبه الطاعة الراضية في إسماعيل عليه السلام: ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]، وإذا رحمة الله تتجلى في الفداء: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 104 - 107].

وطيف إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يَرفعانِ القواعدَ مِن البيت، في إنابة وخشوع؛ ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 127 - 128].

والحج بعد ذلك كله مؤتمر جامع للمسلمين قاطبة، مؤتمر يجدون فيه أصلهم العريقَ الضارب في أعماق الزمن منذ أبيهم إبراهيم الخليل؛ ﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحج: 78]، ويَجدون محورهم الذي يشدهم جميعًا إليه، هذه القبلة التي يتوجهون إليها جميعًا ويلتقون عليها جميعًا، ويَجدون رايتهم التي يَفِيئُون إليها، راية العقيدة الواحدة التي تتوارى في ظلها فوارق الأجناس والألوان والأوطان.

ويَجدون قوتهم قوة التجمع والتوحد والترابُط الذي يضم الملايين، الملايين التي لا يقف لها أحد لو فاءت إلى رايتها الواحدة التي لا تتعدد، راية العقيدة والتوحيد.

وهو مؤتمر للتعارُف والتشاور وتنسيق الخطط وتوحيد القوى، وتبادُل المنافع والسلع والمعارف والتجارب، وتنظيم ذلك العالم الإسلامي الواحد الكامل المتكامل مَرَّة في كل عام، في ظل الله، بالقرب مِن بيت الله، وفي ظلال الطاعات البعيدة والقريبة، والذكريات الغائبة والحاضرة في أنسب مكان، وأنسب زمان؛ ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28].

وخُصَّ مِن المنافع أن يذكروا اسمَ الله في أيام معلومات على ذَبْح ما يتقربون به من الإبل والبقر والغنم، كما فصَّلها تعالى في سورة الأنعام، وأنَّها ﴿ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ﴾ [الأنعام: 143].

والقُرآن يقدِّم ذكرَ اسم الله المصاحب لنحر الذبائح؛ لأنَّ الجَوَّ جَوُّ عبادة، ولأن المقصود من النحر هو التقرُّب إلى الله، ومن ثم فإنَّ أظهر ما يبرز في عملية النَّحر هو ذكر اسم الله على الذبيحة؛ كما قال تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2].

والنحر ذكرى لفداء إسماعيل عليه السلام، وآية من آيات الله، وطاعة مِن طاعات عَبْدَيْهِ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، فوق ما هو صدقة، وقربى لله بإطعام الفقراء، لا سِيَّما في تلك الأيام المباركات.
وأدمج في هذا الحكم الامتنان بأنَّ الله رزقهم تلك الأنعام، فقال: ﴿ عَلَى مَا رَزَقَهُم ﴾، وفي هذا تعريض بطلب الشكر على هذا الرزق بالإخلاص لله في العبادة، والأكل من هذه الذبائح استحبابًا، وإطعام المَحَاويج مِن عباد الله مِن لحومها، وفي ذلك سدٌّ لحاجة الفقراء بتزويدهم ما يكفيهم لعامهم؛ ولذلك فرَّع عليه قوله: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28].

﴿ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ﴾ هي التي أقسم الله بها في قوله: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1 - 2]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعلومات أيام العشر، وهي أفضل الأيام عند الله، وكان صلَّى الله عليه وسلم يصوم هذه العشر.

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: ((ما مِن أيام العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله مِن هذه الأيام))؛ يعني: أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله؛ إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله، فلم يرجعْ من ذلك بشيء))؛ رواه البخاري، وأبو داود، واللفظ له، وصححه الألباني.

قال البخاري: وكان ابنُ عمر، وأبو هريرة يَخرجان إلى السوق في أيام العشر، فيُكبِّران ويكبِّر الناس بتكبيرهما، وهي تشتمل على يوم عرفة، والذي جاء فيه عن أبي قتادة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة، فقال: ((أحتسِب على الله أن يُكَفِّرَ السَّنَة الماضيةَ والآتية))؛ رواه مسلم.

وتشتمل أيضًا على يوم النَّحر الذي هو يوم الحج الأكبر؛ لذلك كانت أيام العشر أفضلَ أيام السَّنَة على الإطلاق، كما أنَّ ليالي عشر رمضان الأخيرة هي أفضلُ ليالي العام؛ جمعًا بين الأدلة.

ويشرع في هذه الأيام المباركات الإكثار من الأعمال الصالحات، من الصيام والصَّلاة والصدقة والتكبير، وأعظم ذلك كله حج بيت الله العتيق؛ استجابة لله، وشكرًا على تلك المنح والفيوض الكريمة.

وقد عدل السياقُ عن الغيبة الواقعة في ضمائر؛ ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ...
[الحج: 28]، إلى الخطاب بقوله: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا ﴾ [الحج: 28] على طريقة الالتفات؛ تعريضًا بالرد على أهل الجاهلية؛ إذ كانوا يَمنعون الأكل من الهدايا، ثم عاد الأسلوب إلى الغيبة في قوله: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ [الحج: 29].

فهم مأمورون أن يأكلوا مِن هذه الذبائح استحبابًا، ويُطعموا منها الفقير الذي اشتد فقره؛ كما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا نَحَرَ هَدْيَهُ أمَر مِن كل بدنة ببُضْعَة فتطبخ، ثم أكَل مِن لحمها، وحَسَا مِن مرقها.

فالسُّنَّة أن يأكل المسلمُ الثلث، وثلثٌ يُهديه، وثلثٌ يَتصدَّق به؛ لقوله في الآية الأخرى: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ [الحج: 36].
ولعل المقصود من أكل صاحبها منها أن يُشعر الفقراء أنَّها طيبة كريمة.

والبائس: المسكين المضطر الذي أصابه البؤس، وهو ضيق المال، ويبدو على مِحْنته وشكله وزِيِّه أنه فقير مُحتاج، وإنْ كانَ ظاهره اليُسْر والغِنَى، وعن ابن عباس: البائس الذي ظهر بؤسُه في ثيابه وفي وجهه، والفقير: المتعفِّف الذي تكُون ثيابه نقيَّة ووجهه وجه غني، وإنَّما ذكر لفظ البائس زيادة على الفقير؛ لترقيق أفئدة الناس على الفقير بتذكيرهم أنه في بؤس.

وهؤلاء الفقراء لا يلتفت الناسُ إليهم، وربَّما لا يعلمون حالهم وحاجتهم، وقد قال الله فيهم: ﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا...
﴾ [البقرة: 273].

ومن رحمة الله بالفقراء أنْ جعل الأغنياءَ والمياسيرَ هم الذين يَبحثون عن الذَّبائح ويَشترونها، ويَذهبون لمكان الذبح، ويَتحمَّلون مَشَقَّة هذا كله، ثم يَبحثون عن الفقير؛ ليُعطوه وهو جالس في مكانه مُستريحًا، يأتيه رِزْقه من فَضْل الله سهلًا وميسَّرًا.
ومِن شرَف الفقيرِ أنْ جعله اللهُ رُكنًا مِن أركان إسلام الغنيِّ؛ أي: في فريضة الزكاة.

وبالنحر ينتهي الإحرام، فيحل للحاج حلقُ شعره أو تقصيره، ونتف شعر الإبط، وقص الأظفار، والاستحمام، مما كان ممنوعًا عليه في فترة الإحرام.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢