من فضائل النبي محبة الشجر له واشتياقها لرؤيته والقرب منه
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم:محبة الشجر له واشتياقها لرؤيته والقرب منه
عن يعلى بن مرة الثقفي رضي الله عنه قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلنا منزلًا، فنام النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت شجرة تشق الأرض، حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له ذلك، فقال: " هي شجرة استأذنت ربها عز وجل في أن تسلِّم عليَّ، فأذِن لها "؛ رواه أحمد والطبراني وأبو نعيم والبيهقي، ورجال أحمد وأبي نعيم والبيهقي رجال الصحيح، وللحديث شواهد.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: "كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما وضع له المنبر سَمِعنا للجذع صوتًا كأصوات العشار، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليه فسكت"؛ رواه البخاري.
- وروى أبو حاتم الرازي الإمام العلم عن شيخه عمرو بن سواد قال: قال لي الشافعي: (ما أعطى الله تعالي نبيًّا ما أَعطى محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، أَعطى عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطى محمدًا حنين الجذع، فهي أكبر من ذاك).
وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صُنع له المنبر، فاستوى عليه، صاحت النخلة التي كان يخطب عليها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمَّها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال: (بكت على ما كانت تسمع من الذكر)؛ رواه البخاري، الفتح، كتاب البيوع، باب النجار، رقم (2095).
وعنه - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأةٌ من الأنصار - أو رجلٌ -: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: (إن شئتم)، فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دُفع إلى المنبر، فصاحت النخلةُ صياح الصبي! ثم نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فضمَّه إليه، تئن أنينَ الصبي الذي يُسكن، قال: (كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)؛ رواه البخاري - حديث رقم (2095).
- وكان الحسنُ البصري - رحمه الله تعالى - إذا حدث بحديثِ حنين الجِذْع، يقولُ: يا معشرَ المُسلمين، الخشبةُ تحنُّ إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شوقًا إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه؛ من فتح الباري 6/697.
وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أنه قال: (سِرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا واديًا أفيح - أي: متسِع - فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته، فاتبعتُه بإداوة من ماء، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ير شيئًا يَستتِر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: " انقادي عليَّ بإذن الله "، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يُصانِع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: "انقادي علي بإذن الله"، فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما - أي في المنتصَف - لأم بينهما - يعني: جمَعهما - فقال: " التَئِما علي بإذن الله "، فالتأمتا )؛ رواه مسلم (5328).