لا تَنوحي عَلى ذَهابِ العَميدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا تَنوحي عَلى ذَهابِ العَميدِ | فَسُلَيمانُ في ضَميرِ الخُلودِ |
إِن قَضى قائِد اليَراعِ شَهيداً | فَلَقَد دَبَّ روحُه في الجُنود |
يا اِبنَةَ الضادِ لا تَنوحي عَلَيهِ | فَهوَ أَبقى من ركنكِ المَهدودِ |
لا تَخافي أَلّا توفّيه حقاً | سَتوفّي الدهور حقَّ الفَقيدِ |
نَحنُ لَم نَخشَ أَن يَبيدَ وَلكِن | نَحنُ نَخشى من بَعدِهِ أَن تَبيدي |
فَسُلَيمانُ غابَ عَنّا لِيُحيي | في مَواتِ الأَجداثِ روحَ الجُدودِ |
يا أَميرَ الكَلامِ أَيُّ ضَريحٍ | أَنت تَختارُ في التُرابِ البَعيدِ |
عُد لِلُبنانَ فَهوَ أَرحبُ صَدراً | في ذِراعَيهِ حرمَة للشَهيدِ |
عُد إِلَيهِ ميتاً فَيمسي ثراه | بِبقاياكَ ذا فُؤادٍ وَدودِ |
رُبَّ خَلقٍ في جانِبَيكَ كَريمٍ | يَتَمَشّى جَلالُه في الدودِ |
لَم تُضاهِ الأَعمى الإِلهِيَّ إِلّا | وَرماكَ الأَعمى بِعَينِ الحَسودِ |
فَفَقَدتَ العَينَ البَصيرَةَ حِفظاً | لِمُراعاةِ حرمَة في اللحودِ |
يا رَسولَ الفِكرِ الجَديد سَلامٌ | كَم هَديتَ العُلى بِفِكرٍ جَديدِ |
إِنَّما الفِكرُ عالم ما لهُ حَ | دُّ عَلا فَوقَ عالم محدودِ |
وَعمادٌ عِيَ العُقولُ مُقيمٌ | فَوقَ أَطوادِها جَلالُ الوُجودِ |
إِن تَنوء بِالحَملِ الثَقيلِ فَتَهوي | يَسقطِ الكَونُ بِالضَجيجِ الشَديدِ |
وَالنُفوسُ الكِبارُ تَشقى طَويلاً | بَينَ جُدران صَدرِها المَفئودِ |
هيَ مِثل الطُيورِ تَخفقُ حيناً | ثُمَّ تَقضي في سِجنِه المَوصوِ |
يا سُلَيمان أَيُّ نَعشٍ مجيد | حلَّ فيهِ جَلال صَدرِ مَجيدِ |
ذلِكَ النَعشُ يا أُولي العِلمِ قدسٌ | فَخُذوهُ ذَخائِراً لِلجيدِ |
لامَسَ المَوتُ قَلبَهُ فَهَنيئاً | لِأَصابيعِ قَبضَتِه السودِ |
وَهَنيئاً لِلتُربِ يَلثَم جَفنَي | هِ وَيَهوي عَلى جَمالِ الخُدودِ |
كَتَبَ اللَهُ في مَصاحِف خَدَّي | هِ سُطوراً شَريفَة من نَشيدِ |
فَاِقرَأوها وَاِجثوا لَدَيها خُشوعاً | كَجثوِّ العَبيدِ لِلمَعبودِ |
حجَّة العِلم وَالسِياسَة في الما | ضي وَركنٌ من الكِرامِ الصيدِ |
شبَّ طِفلاً على مَحَبَّة لبنا | نَ فَكانَ الإِخلاصُ فَرضَ العَميدِ |
أَوفَدتَهُ البِلادُ لِلذودِ عَنها | في فُروق فَكانَ فَخرَ الوُفودِ |
وَاِصطَفاهُ عَبد الحَميد وَلكِن | لَم يَكُن مِن رِجال عَبدِ الحَميدِ |
يا أَميرَ الحجي أَفاقَ العَذارى | مِن سُبات بِجفنِها مَعقودِ |
وَأَعدَّت وَلائِم العرسِ في الخل | دِ وَزفَّت إِلَيكَ بِنت الخُلودِ |