مَن أَنتِ يا بِنتَ الأُلى وَجدوكِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَن أَنتِ يا بِنتَ الأُلى وَجدوكِ | في رَوضَةِ الدُنيا بِغَير شَريكِ |
أَنتِ اِبنَةُ الشَرقِ المُكَلَّلِ رَأسه | بورودِ أُمكِ أَو سُيوفِ أَبيكِ |
تَدعين قَيثاري وَقد حَطَّمتِهِ | لِيُحَرِّكَ الأَوتارَ في ناديكِ |
يا زَهرَةَ الشَرقِ المضمَّخِ عُرفُها | يَلهو النَسيمُ بخصرِك المَفكوكِ |
وَالبُلبُلُ الغَريدُ يَسكُبُ لحنَه | في كُمِّكِ المَفتوحِ لِلساقيكِ |
الشِعرُ في أَلحاظِ عَينِك نائِمٌ | وَإِذا وَدَدتِ يُفيقُ بِالتَحريكِ |
لكِن إِذا ما شاءَ لَحظُك أَن يُرى | في الشعرِ أَجمَلَ مَنظَرٍ يسبيكِ |
فَتَأَمَّلي في الحَوضِ حسنَكِ مُشرِقاً | فَبَدائِع الأَشعارِ لا تحكيكِ |
قَد أَفرَغَ البَدرُ المُنيرُ ضِياءُه | في خَيمَةِ الزَهر الَّتي تَأويكِ |
وَإِلى الوسادِ مُذ اِستَنَدتِ لِراحَةٍ | بِالنارِجيلَةِ كلُّهم جاؤوكِ |
أَدَنت يداك مِن اللمى نربيجها | متبطِّناً بِالزَنبَقِ المَحبوكِ |
لَمّا نشقتِ أَريجَها بِتَدَلّلٍ | خفَقت عواطِف صَدرِها المنوك |
إِنّي اِستعدتُ لَدُن رَأَيتُكِ صَبوَتي | فَوَجدتها أَشهى وَأَعذَبَ فيكِ |
لكِن شَبابي وَالغَرامُ تَلاشيا | فَهُما كَنَفخَةِ دُخنةٍ من فيكِ |
لَم أَنسَ يومَ عَلَوتِ متنَ مطهَّمٍ | وَكبحتِهِ بَين يَدَيكِ كَالصعلوكِ |
وَأَشِعَّةً من بَدرِ لَيلكِ نَوَّرَت | ياقوتَ خنجَرِ خصرِكِ المشكوكِ |
إِنّي قَطعتُ مِن الحَياةِ وُرودَها | وَرَمَيتُها في الشاطىء المَتروكِ |
فَأَتَت غضابُ البَحر تَجرِفُها إِلى | اللجج العَميقَةِ بِالرِياحِ النوكِ |
كانَت ورودُ الصَدرِ تَنفَح مُهجَتي | بِأَريجِ حبٍّ باسِمٍ وَضَحوكِ |
كَم كُنتُ أَنشدتُ القَريضَ مسلسَلاً | لَو كانَ في العِشرينَ عمر أَخيكِ |
لِعبارَةٍ أَو نَظرَةٍ من أَجلِها | عَبدَ الرجالُ الطهرَ مُذ عَبَدوكِ |