عكّاز من أنين النايات
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَمُرُّ | كغريبةٍ | على ألمي. | أُمَرِّرُ السَهْمَ | على جُرْحِ الكوكبِ | لعلَّني أُلامِسُ وردتَهُ | و أتبعُ، كما في قافلةٍ، زئبقَها | الأرواحُ الهادرةُ في دَمِ الآلةِ | و في أسلاكِ العروق. | من مقعدٍ حافيَ الأقدامِ | أُحَدِّقُ في وهمي | عابرًا | من الرملِ | إلى غُبارِ الزمنِ | على عُكَّازٍ من أنينِ النايات. | جلدُهُ معطفي القديمُ، | في جيبِهِ | رسالةٌ من زمنٍ | كانت طوابعُهُ طيورًا | سُعاتُهُ كانوا يطرقونَ بأجنحةٍ لهفةَ الأبواب. | هو الأرضُ | في خطواتِها الأخيرةِ، | دمٌ قاتمُ | يُجَمِّدُ الحمامَ في كفَّيهِ. | أفتحُ نافذةً لا تعرفُ عن السماء شيئًا | و لا تتوقَّعُ، في هذا المُربَّعِ الخالي، مطرًا | أو صوتَ إنسان. | لكنَّكَ تُباغتُها | شِبْهَ جزيرةٍ | حيثُ لا أُفُقَ و لا مياه | غيمةً تضحكُ | على كَتِفِ العدمِ. | تُزْهِرُ الحافَّةُ | ببنفسجِ يديك، | تُربِكُ عُزلتي عصافيرُك. | تسأَلُ: | "أينَ قلبك؟" | بكُلِّ ما تبقَّى | من طفولةِ الكلمات. | أنتفِضُ | غزالةً حمراءَ | في غابةٍ من حروفٍ. | قلوبٌ صامتَةٌ، على رعشةِ الكلماتِ، تنهمِرُ. | رغم المفاتيح المتناسخة | لا تتلامسُ أصابعُنا | و العيونُ من زجاجٍ | لا ترى، | فقط تحلمُ. | الهياكلُ العظميّة | .لسنا إلاَّ قمصانها | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سوزان عليوان) .