وتطـرب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وتطــــــــــــــــــــــــــــــــربُ | وتترك من يهواك يبلى ويعطبُ |
له مقلة مذ غبتَ لم تطعم الكرى | وقلبٌ على جمر الغَضى يتقلَّبُ |
سقاني الهوى سمَّ الفراق فدواني | فعندك ترياق الوصال مجربُ |
طرحتَ لقلبي قُرطُمَ الأنس والمنى | فأصبح في فَخِّ الهوى يتضرَّبُ |
تقطعت الأسبابُ بي في هواكمُ | فو اللَهِ ما أدري بما أتسبَّبُ |
فلا تسألنّي كيف حاليَ بعدكم | فما حال جسمٍ روحهُ عنه يُحجَبُ |
فمن غاب عن عينَيهِ وجه حبيبه | فعن روحه روحُ الحياة يُغَيَّبُ |
وما حال مَن ذاق النعيم وطيبَه | وأصبح من بعد النعيم يُعذَّبُ |
سرورُ الهوى أحلى من العيش كلِّه | وكربُ النوى من غصَّة الموت أكربُ |
* * * | |
دُفِعتُ إلى التنغيص من بعد لذةٍ | وأُبعدتُ عما كنت منه أُقرَّبُ |
لقد كنت في رَوح الجنان منعَّماً | فأصبحتُ في نارٍ عَلَيَّ تَلَهَّبُ |
وأصعب شيءٍ شقوةٌ بعد نعمةٍ | أجَل والقلى بعد التلطف أصعبُ |
إذا ما دعوتُ الصبرَ لبّانيَ الهوى | فشوقي مكينٌ واصطباري مذبذب |
إذا اعتلجا في القلب شوقٌ مبرِّحٌ | وصبرٌ فان الشوق لا شكَّ أغلبُ |
سقى اللَه ليلاً كنتُ فيه أزورُكم | وأخرج عنكم خائفاً أترقَّبُ |
هناك سرور أنت فيه مُؤمَّرٌ | وحولك من جيش اللذاذة موكبُ |
فإن كنتَ قد أقصيتني ونسيتني | فأنت إلى قلبي من القرب أقربُ |
فلا كانت الدنيا إذا كان عيشها | ولذتها كالثوب يبلى ويُسلَبُ |