وعذب المقبل والمبتسم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وعذب المقبَّل والمبتسمْ | لذيذ المراشف والملتَثَمْ |
فتىً هو في حُسنه أُمَّةٌ | تحكِّمه في جميع الأمَم |
فأحسب عُبّاد أصنامهم | رأوها بصورة هذا الصنم |
بطرفٍ يصحُّ له سحرُه | إذا كان صحَّتُهُ من سقم |
وخصرٍ تظلُّمُه يُشتَهى | وردفٍ يُحَبُّ لما قد ظلم |
مصون تجنَّبتُ في حُبِّه | جميعَ الفواحش إلا اللمم |
تقاضيتُه الوصلَ في خلسةٍ | بلطف الإشارات لا بالكلم |
فتقطيبُ حاجبه قال لا | وفترة أجفانه إي نعم |
فلم أرَ أحسنَ من لحظةٍ | تطعَّمتُ فيها سرورَ النِّعَم |
وأحلى المنى عممان الهوى | إذا ما اختُلسنَ خلال البُهم |
ونحن معاشر أهل الهوى | جوارحه كطراف الخدم |
فمن دام بالعهد دُمنا له | ونستودع الله مَن لم يَدم |
رأيت غنى النفس خيرَ الغنى | كذا عدم الصبر شر العَدَم |
وخير الأخلاء مَن إن رأى | جميلاً أشاعَ وعيباً كتم |
أرى ابنَ عتيقٍ عتيقَ النِّجارِ | كريمَ الطِّباع حميد الشِّيَم |
تقدَّم في أمر طُلابه | تَقَدُّمَ آبائه في القِدَم |
عليه يُعَوَّل عند الخطوب | وفي النائبات به يُعتَصَم |
وفي المُشكِلات قريب الخُطا | وفي المكرمات بعيد الهِمَم |
أبا عُمَرٍ عمرت ساحَتاكَ | بغوث اللَّهيف ورعي الذِّمَم |
ولي حاجة لم أُطِق بَثَّها | حياءً وقد أخذت بالكَظَم |
أهابك فيها لأن الكريم | يُهاب وإن كان لا يُحتَشَم |
لساني تلجلج عن حاجتي | فترجمتُها بلسان القلم |
وبِشركَ بشرّني بالمنى | وحُسنُ اللقاء افتتاحُ الكرَم |
وقد جَدَّ عزمي على رحلةٍ | أُجدِّد فيها صلات الرَّحِم |
فأتمِم أياديك في رحلتي | فحقُّ أياديك أن تستتمّ |
فرفدُك جارٍ على مَن أقامَ | وبرُّك زادٌ لمَن لم يُقِم |
وفي ابنك جودٌ وتوفيقُه | ليتلو أباه على ما رسم |
إذا كان بدرُ الدجى مشرقاً | فلن يُستضاء بنجمٍ نجم |
وحُسناك تكسوك حُسنَ الثنا | ونُعماك تُبقي عليك النِّعَم |