إقبال عامٍ بشكر الخير مقبول
![إقبال عامٍ بشكر الخير مقبول](http://islamarchive.cc/upload/poems/absi.jpeg)
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إقبالُ عامٍ بشكر الخير مقبولُ | عيدُ الأمير بعيد البرِّ موصولُ |
يوم العَرُوبة والنَّيروز قد جُمِعا | فاليومُ يومٌ له تاجٌ وإكليلُ |
يومٌ من الجُمعة الغرّاء غُرَّتُه | وفيه من بهجة النيروز تحجيلُ |
يومٌ تألَّف من عيدَينِ عيد تقىً | وعيد مُلكٍ فذا فضلٌ وتفضيلُ |
فانعم بنيروزك الميمون طائره | وبالسعادة حبل الحظِّ مفتولُ |
وعشتَ ما عشتَ فيما شئتَ من نعمٍ | فيها عليك لظلِّ العزِّ تظليلُ |
فاليوم عظّمَهُ وبجَّلَهُ | فحظه منك تعظيم وتبجيل |
* * * | |
يومٌ تُصاغ به التيجانُ من زَهَرٍ | لابن الملوكِ وللجيش الأكاليلُ |
لقد تزيَّنت الدنيا بزخرفها | فالروض قد مُثِّلَت فيه التماثيلُ |
فالغيم يبكي إذا ما الروض ضاحَكَهُ | وناظِرُ النبت بالأنداء مكحولُ |
يومٌ له زَفَّت الدنيا عرائسَها | لهنَّ من سندسٍ خُضرٍ سرابيلُ |
مُعَمَّمات بوَشيٍ من جواهرها | مرصَّعات وفي الترصيع تفصيلُ |
هذا الربيع من الجنّات مُستَرَقٌّ | ففيه منهنَّ تَميِيلٌ وتمثيلُ |
فالورد من وجنة المعشوق صبغتُه | والطِّيبُ من نكهة المعشوق معلولُ |
وردُ الحبيب مصونٌ ليس يقطفه | إلا العيون وورد الروض مبذولُ |
طيبوا فما طيب هذا اليوم مُدَّغَمٌ | يخفى ولا فضل هذا اليوم مجهولُ |
* * * | |
أمّا النهار فلا حَرٌّ ولا خَصَرٌ | والليل لا قِصَرٌ فيه ولا طُولُ |
فلا طلائع جيش القيظ طالعة | كذاك سابق جيش القرِّ مغلولُ |
فيا لعيشٍ لفيض الروح رَعرَعَةٌ | وللنسيم مع الأشجار تطفيلُ |
فلا البَنَانُ مع التجميش منقبِضٌ | ولا العناق لكُثر الحَرِّ مملولُ |
طاب الهواءُ لتعديل النهارِ به | فللذاذات في الأرواح تعديلُ |
فالنَّورُ يزهِر في خُضر الرياض كما | يُزهِرنَ في ظُلَم الليل القناديلُ |
فشيِّعوا يومَكم واستقبلوا غدَه | فقسمة العيش تقديم وتأجيلُ |
فما انتظاركمُ والعيشُ مقتبلٌ | والورد مبتسمٌ والروض معلولُ |
لنا ربيعانِ من وقت ومن كرَمٍ | وسيدٌ ماجد الأخلاق بُهلول |
* * * | |
هو الأمير ابن يزدادَ الذي سهلت | به الخطوبُ فللخيرات تسهيلُ |
حُسناه راضت قلوبَ الناس كلِّهمُ | فودُّه في قلوب الناس مقبولُ |
إحسانُه عَمَّ أهلَ الشرق كلَّهم | فرَبعُه أبداً بالشكر مأهولُ |
إليه أقبلت الآمال أجمعُها | تصدى فما غيره في الناس مأمولُ |
لو عُدَّ في الخَلق مَن يُغذى بنعمته | ما كان يُروِيهم جَيحَانُ والنِّيلُ |
له دلائل إقبالٍ يوافقها | يمنٌ ورأي على التوفيق مدلولُ |
والحاسب الشهم لا تجري أناملُه | بحَسب ما أنت مشكور ومسؤولُ |
لم يبقَ طاغٍ وباغٍ لم يمسّهما | من بسط كفَّيك تكليلٌ وتنويلُ |
فيا ابن يزدادَ مَن ولاك بانَ له | من بَدوِ أمرِك تكميلٌ وتكفيلُ |
فالحمد لله لا حُسناك ضائعةٌ | كلا ولا عِقدُ شُكرِ اللَه محلولُ |
فليس ما زاد فيه الشُّكر مُنتقَصاً | ولا لما أثبتَ الإحسانُ تحويلُ |
* * * | |
من سُنَّة اللَه إمداد الشَّكور له | وما لسُنَّتِه في الخلق تبديلُ |
إنّي أقول فإن أكثرتُ في مِدَحي | في جنب إحسانك التكثيرُ تقليلُ |
يا غارساً شجر الإحسان كُلْ ثمراً | لكنَّه ثمر بالسمع مأكولُ |
مدح يلذُّ من الأفواه مَرشفُه | كما يلذ من المعشوق تقبيلُ |