أقرت نجوم الحسن أنك بدرها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها | وأنك في روض المحاسن زهرُها |
ووجه لو اَنَّ الأعين العور كُحِّلت | ببهجته يوماً لراجَعَ بصرُها |
وللجُدَري فيه رسوم محاسنٍ | يُرى فيه آثارَ المحاسن أثرُها |
على قامةٍ مازال يُغبَط ردفُها | ويُحسَدُ ساقاها ويُرحَم خصرُها |
فتسعة أعشار الملاحة قُسِّمَت | عليك وفي كلِّ الخلائق عُشرُها |
وقد نُقِشت نقشَ الدنانير عدنا | صفاتك إلا أن عقلك تبرُها |
محاسن زاد العقل فيها محاسناً | فيحسن مرآها ويحسن ذكرُها |
لذكرك طِيبٌ في النفوس لو اَنَّه | لجسمك لم يُجلَب من الهند عطرُها |
فصارت بك الأيامُ أعيادَ لذَّةٍ | فما كاد أضحاها يبين وفِطرُها |
تقلِّبُ طرفاً لو تقلَّبَ سحرُهُ | على الأرض لم يظهر ببابل سِحرُها |
فلو كنتَ في سوق الجواهر ضاحكاً | إذا عُرِضَت لم يغلُ في السوق قَدرُها |
أرى لك قبل الأُنس مزح تَظرُّفٍ | كذلك قبل الشمس يطلع فجرُها |
وما عابَ نفسَ المرء كثرةُ مزحها | إذا قلَّ منها خلف ذلك نُكرُها |
وطبعاً وأخلاقاً إذا بانَ كشفُها | تبيَّن من تحت التكشُّف سترُها |
تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً | وطيباً ولكن في التظرُّفِ سكرُها |
خلائق يُرضي اللهَ في السرِّ صونُها | ويرضي عباد اللَه في الجهر نشرُها |
فيكثر عند الناس في ذاك حمدُها | ويكثر عند اللَه في ذاك أجرُها |