سنة يزاد بها الأمير جمالا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سَنَةٌ يُزاد بها الأمير جمالا | إقبالها ينمي لك الإقبالا |
سنةٌ وأسبوعٌ وشهرٌ كلُّها | جُدُدٌ تجدِّد أنعماً تتوالى |
حَولٌ بحول اللَه يُقضى بالذي | أمَّلته ويزيد حالك حالا |
عامٌ يعمُّ لك السرور ولا ترى | في نعمةٍ خللاً ولا إخلالا |
يا من أهلَّ له هلالٌ طالعٌ | لازال وجهُك للسعود هلالا |
أنت الذي صُنتَ الذي استُرعِيتَه | وجعلتَ مالك للحقوق مُذالا |
تُعطي الرغائب إن سكنت كمثل ما | عند الشدائد تركب الأهوالا |
* * * | |
حَسبُ الأمير بأن كُلّاً قائلٌ | والكلُّ بَرٌّ في الذي قد قالا |
صدق الذي سمَّى الأميرَ محمداً | فهو المحمَّدُ سيرةً وخصالا |
هذا أبو حسن الذي إحسانُه | ردَّ الأُجاجَ من الحياة زلالا |
هذا ابن يزداد الذي أيامُه | كست البلادَ بشاشةً وجمالا |
البصرة الفوزُ العظيم فأمنُها | عمر البقاعَ وثمَّر الأموالا |
مَهَّدتَها بالرفق منك وطالما | بالخرق زُلزِل أهلُها زلزالا |
فاللَه وفَّاهم بيمنك ما بَغَوا | واللَه بلَّغهم بك الآمالا |
* * * | |
فلو استطاعوا وطَّأوك خدودهم | حتى تكون لك الخدودُ نعالا |
ويحقُّهم أن يشكروا لمباركٍ | أنساهم الرّوعات والأوجالا |
فالحمد للّه الذي كشف الردى | باليُمن منك وجمَّل الأحوالا |
أجللتَ نعمةَ ذي الجلال وصُنتَها | فلذاك زادك ذو الجلال جلالا |
لم يبق غيرُك في البلاد بأسرها | مَن يعشق الإنعامَ والإفضالا |
لو أنَّ مالكَ حسب جودك وُسعُه | أوسعتَ كلَّ العالمين منالا |
* * * | |
لو أنَّ كلَّ الخَلق رادَكَ رغبةً | كانوا لجودك صبيةً وعيالا |
فإذا الأفاضل في الأفاضل عُدِّدت | كنتَ اليمينَ ومَن سواك شمالا |
ففضلتهم عند الخطاب مقالا | وفضلتَهم عند الخطوب فعالا |
وإذا المحافل في الصفات تفاضلت | ضربوا بحسن صفاتك الأمثالا |
عظمت صفاتُك عند كلِّ معظَّمٍ | فرأوا لك الإعظامَ والإجلالا |
فعَلام تأخير الصَّبُوح ويومُها | يومٌ يؤلِّف شكلُه الأشكالا |
سبت دعوة ذا الحلال مُوَاتراً | سنةً فما تَركُ الصبوح حلالا |
وسُبوغُ سيِّدِنا الأجلِّ مراتباً | مَدَّت على الملك الأجلِّ جلالا |
* * * | |
هذا لإقبال الأمير وحظه | لينال منه سقط ما قد نالا |
فتتابعت نِعَمُ الأمير سوابغاً | عند الأمير تجرِّر الأذيالا |
حتى تكون أبَرَّ مَن وطئ الحصى | وأعمَّهم تبغي بعيشك فالا |
حتى يقول الحاسدون بغيظهم | زاد الأميرُ على الأمير كمالا |
فمن ادَّعى أن قد رأى لك مُشبِهاً | فقد ادَّعى فيما يقول محالا |
فإذا مدحتُك قال لي أهلُ الحجى | قُل كيف شئتَ فقد وجدتَ مقالا |