وشمس خدورٍ لو بدت من خدورِها
![وشمس خدورٍ لو بدت من خدورِها](http://islamarchive.cc/upload/poems/absi.jpeg)
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وشمس خدورٍ لو بدت من خدورِها | لرضوان أزرَت بالجنان وحُورِها |
إذا ما بدت لو لم يكن ماءُ وجهِها | يدافع عنّا لاحترقنا بنورِها |
إذا ما أجالت طرفَها سجد الهوى | لأجفانها من غنجها وفتورِها |
تَعلَّم غصنُ البان من حركاتها | فنوناً وما يأتي بعُشر عشيرِها |
يُرى حَليُها من حسنها متزيناً | ومن طِيبها يزدادُ طِيبُ عبيرِها |
إذا مسها لينُ الحريرِ فجسمُها | ينعِّم ما قد مسَّها من حريرها |
لها نعمةٌ لو في المعاد تقسمت | لعاشت بها الموتى الى نفخ صُورها |
ولو ضربت بين القبور بنَغمةٍ | لقهقهتِ الموتى لها من قبورِها |
لو اَنَّ سليمانَ النبيَّ يخالُها | توهَّمها بلقيسَ فوق سريرِها |
فتاةٌ لها عندي حديثٌ وإنما | لواحظُها قد حدَّثَت عن ضميرِها |
تُؤخِّر عن قلبي نصيبَ سرورِه | وقد عَجَّلت للعين بعضَ سرورِها |
إذا جئت عطشاناً إلى ماء وصلها | فما يُنقَع الصادي بصفو غديرِها |
لها صدقُ إعراضٍ وزُورُ تعرُّضٍ | فيا حَسرَتا من صدقها لي وزُورِها |
تُرضّي خيال الناس عند مغيبها | وتُبدي إشارات المنى في حضورِها |
وقولوا لها إني أسيرٌ بحبِّها | فهل عندها من رحمةٍ لأسيرِها |
ستتلف روحي وهي روحٌ خطيرة | لئن بخلت عنّي ببذل خطيرِها |
فإن أحسنت جازيتُ ذاك وإن يكن | غروراً فلا جازيتُها بغرورِها |
فيا سُؤلَ قلبي أوضِحي مسلك المُنى | لروحي فقد حَيَّرتِها في أُمورها |
أجَنَّة وصلٍ نرتعي في نعيمها | أنارُ صدودٍ نصطلي في سعيرِها |
فإنَّ حراماً أن تُعَرَّض مهجة | لموتٍ ولم يُعلَم مكانُ مصيرِها |
فها أنا روحي في السياق فزَخرفي | جِنانَ مناها وابعثي ببشيرِها |
وشاهدُ ما ألقاه مني رسالتي | أتَتكِ سطورُ الدمع فوق سطورِها |