وشادن مر فاتن المنظر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وشادنٍ مرَّ فاتن المنظرْ | كلَّمتُه فاستطال واستكبرْ |
وظلَّ من عُجبه يخاطبني | بعقد إبهامِه وبالخِنصَر |
مُزَرِّرٌ إذ تراه مرتدياً | بالحد يضفى وقطّ ما زَرَّر |
أطال أردانَه وشمَّرها | كبراً وللفتك ذيلَه قَصَّر |
يضجُّ من زيِّه العبادُ بما | طرَّز من كُمِّه وما شَجَّر |
قد شهدت بالجمال طلعتُهُ | وبالعبا نال رتبةً أشهر |
أحور إن كلَّموه من تَيَهٍ | حار فيا حُسنَ أحورٍ أحوَر |
مَرَّرَ أخلاقَه فزاد بها | حلاوةً في القلوب إذ مَرَّر |
يومي الى صحوه وسخطَتُه | تفعل ما ليس يفعل الخَنجَر |
يَخطِرُ فتكاً ومن لَبَاقته | تحسبه في قلوبنا يَخطِر |
عجبتُ من خلعه العذارَ ولم | يخلع ذيول الصِّبا وما قَدَّر |
فقلتُ لا تَطغَ يا صبيُّ فلا | يَزيف فَرخٌ بَعدُ ما طَيَّر |
فاشتاط في نخرةٍ مزلزلةٍ | كادت لها الأرض تحته تنخر |
وقال أُمُّ الذي أرادَ بنا | نقصاً وأُختُ الذي بنا قَصَّر |
تُرى لمثلي يقال ذا وأنا | سردات جورٍ وقالب المُنكَر |
واللَه لو أنني مددتُ يدي | بخنصري لم يردَّها عسكر |
والله لو أنني دُفِنتُ لما | مرَّ بقبري الزنديق أو الحبر |
رَباحي الشرُّ إن يكن شَغَبٌ | أو فتنةٌ كان حظِّيَ الأوفر |
صديقتي شَفرتي فكم صبغت | من دم خصمي إزاري الأحمر |
فارقتُ في كل مُطبَقٍ غُلُقٍ | كلَّ فتىً في سِباله يعثر |
إن كنتَ يا نِكس لا تُقِرُّ فَسَل | عنّي مَن قد مضى ومن غَبَّر |
رأيت ما يُنبت الزجاجُ لها | ثغراً ولكن لوقتها تُثغِر |
رأيت ما يصنع المزاجُ بها | وهكذا صنعُها بمن يسكر |
تدبُّ فينا دبيبَ خير بني | شيبان واللونُ من بني قيصر |
كأنَّها قد حوت خِلالَ أبي ال | قاسم أو من طباعه تُعصَر |
جوداً ومجداً ونجدةً سرقت | منه وقهراً كمثل ما يقهر |
قد عمر الدولةَ التي جعلت | بنيانَها باحتياطه يُعمَر |
يعثر سحبان دونه ويُرى | تقصيرُ عمرٍ ولديه إن قَصَّر |
يغتال أعداءه اذا احترسوا | بلحظةٍ مثل ضربة الأعفر |
يُردي ويُحيي بلحظِهِ ومتى | وجَّه تحديد لحظه ينحر |
همته فوق ما حوى فبه | يفتخر البأسُ وهو لا يفخر |