لا تكبروا من ملاح المرد إنسانا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا تُكبِروا من ملاح المرد إنسانا | ما الحُسن والطِّيب إلا عبد ظِبيانا |
نفديك من كاملٍ حُسناً وإحسانا | تُحيي وتقتل أحياناً فأحيانا |
تبارك اللَهُ ماذا فيك من بدعٍ | في الجسم والوجه إسراراً وإعلانا |
كأنما عجن الكافورُ طينتَه | بالزعفران فعَلَّى منه كثبانا |
وصيغ أعلاه من نورٍ ومن ظُلَمٍ | وجهاً وفرعاً يمجُّ المسك والبانا |
فالفرع من سَبَجٍ والخد من ضَرَجٍ | والطَّرف من غنجٍ يلقاك وسنانا |
فمن تنزَّه يوماً في محاسنه | فليس مُستحسِناً ما عاش بستانا |
ومن تنفس من أنفاسه نَفَساً | لم يرضَ ما عاش أن يشتمَّ ريحانا |
كأنما اللَه أوحى إذ براه إلى | خزائن المسك ممّا طاب أو لانا |
بأن تُؤلِّف من نَشرٍ جواهرها | وقال كوني على التأليف إنسانا |
كأنه قبَّة من فضَّةٍ قسِمت | في ملتقى الخَور أردافاً وأعكانا |
كأنه مُحَّةٌ من فرط نَعمته | تكاد تجري من الأثواب أحيانا |
تراه كالماء رجراجاً ومَلمسه | كالنار حرّاً فتلقى اللونَ ألوانا |
تبدو له حركات من حرارتها | ولينه يستحيل الماء رَيّانا |
قد قلتُ إذ حار طرفي في محاسنه | ولم أزل شاخصَ العينين حيرانا |
لا شك أنت من الجنّات مسترَقٌ | أو هارب فمتى فارقتَ رضوانا |
فاستضحكته على عجبٍ مساءَلتي | وقلتُ لمّا رأيتُ الثغر قد بانا |
لم ترضَ إذ جئتَنا من جنةٍ هرباً | حتى سرقتَ لنا في فيك مرجانا |
ليس الحبيب الذي يأتيك مؤتزراً | مثلَ الحبيب الذي يأتيك عريانا |