كأن في كل عضوٍ لي وجارحة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
كأنَّ في كلِّ عضوٍ لي وجارحةٍ | قلباً يحنُّ وعيناً تشتهي النَّظَرا |
شوقاً إلى ناعم اللذّات لو لمست | كفّاه جلمودَ صَخرٍ أنبَتَ الصَّخرا |
غصنٌ تشرَّب من ماء النعيم فلو | بُزَّت سرابيلُه عن جسمه لجرى |
قد صاغه من نسيم الطِّيب خالقُه | وصانه في حجاب النور فاستترا |
رَقَّت حواشيه حتى لو يمرُّ به | وهمُ الضمير لفرط اللين لاعتُصِرا |
لو أنَّ ظِلَّ ذبابٍ طارَ من بُعُدٍ | حاذى محاسنَه أبقى بها أثَرا |
يا غصنَ بانٍ لو اَنَّ الغصنَ يُبصرُه إذا تثنّى لحار الغصنُ وابتهرا | |
يهتزُّ ليناً فتهتزُّ القلوبُ له | |
يقول قلبي لطرفي حين يُبصِرُه | انظر ترى مَلَكاً ذ الشخص أم بَشَرا |
لو تُعصَرُ الخمر من خدَّيه لانعصرت | أو يُنشَر الغنج من أجفانه انتشرا |
خدَّينِ لو نُفِخا بالوهم لاشتعَلا | ناراً ولو قُطِّرا من رقَّةٍ قَطَرا |
لو لم يكن قمرٌ يُجلى الظلامُ به | لَصَيَّر اللَهُ عبد الواحد القَمَرا |