حبيبي ذاك البدر إذ وافق النصفا
![حبيبي ذاك البدر إذ وافق النصفا](http://islamarchive.cc/upload/poems/absi.jpeg)
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حبيبيَ ذاك البدر إذ وافَقَ النِّصفا | فألبستَه ثوباً من الذلِّ فاستخفى |
وظنوا به خَسفاً وكان احوراره | تخلِّيه من تنوير وجهك لا كسفا |
وظَنَّكَ بدراً قد أتيتَ بعَزله | فذلَّ لكي يدعو له الناسُ أن يُكفى |
ولمّا صرفتَ الوجهَ عنه تكبُّراً | رأينا لذاك اللون عن وجهه صرفا |
فيا قمراً أزرى على قمر الدجى | برعتَ بحسنٍ ما نطيق له وصفا |
ملاحة شكلٍ فوق تقويم حاجبٍ | تَرى بين هذين الملاحةَ والظَّرفا |
فلو كانت الدنيا عروساً وحُلِّيَت | لتُجلى عليها كنتَ أنتَ لها شفّا |
تدلّ علينا في الملاحة بالهوى | فتعصي ولا تُعصَى وتجفو ولا تُجفى |
فبي سَقَمٌ من سُقم عينيك لا يُشفى | على حَرَقٍ من نار خدَّيك لا يُطفى |
ومن أين يخفى عنك عشقٌ لعاشقٍ | وعينُك عينٌ تعرف السرَّ والأخفى |
فواعجباً من لحظ طرفك إنه | إذا زاد ضعفاً زاد قوتنا ضعفا |
وأعجب من هذين ردفك كلّما | ترجرج زاد الخصر من فوقه لطفا |
فيا شكل ذا خصراً ويا ثقل ذا ردفاً | ويا حسن ذا خدّاً ويا نَبل ذا طرفا |
ويا طيبَ أنفاسٍ على حسن مَضحكٍ | فذا المسك بل أذكى وذا الدرُّ بل أصفى |
ويا خمر ريقٍ فوقه ورد وجنةٍ | فمَن لي بذا رشفاً ومن لي بذا قطفا |
بدأتَ بإحسان فجُد بتمامه | وإن الفتى من لا يكدِّرُ ما صَفّى |
فهذا الهوى عيش المحبِّ إذا صَفا | ولكن إذا لم يصفُ كان له حتفا |