الموصل تحت القتل - ممدوح إسماعيل
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
أتوقف في نقاطٍ سريعة مع دقاتِ طبول الحرب على الموصل مع الآتي:
تتجمع جيوش وميليشيات شيعية عراقية وإيرانية في جبهة واحدة لاقتحام مدينة الموصل التي استولى عليها تنظيم الدولة واتخذها مقرًا له تحقيقًا لتغيير جيوسياسي وتقوية النفوذ الإيراني الشيعي وللتمكن الإستراتيجي من مدينة تقطع طريق سوريا وتركيا.
ومن ناحية أخرى تستعد أمريكا بجيش وقوة عسكرية ضخمة لاقتحام الموصل كي تكون آخر هدية يقدمها أوباما لإيران ومحو أكبر تجمع سني في العراق.
في المقابل لا يمكن إنكار غلو تنظيم الدولة ولا جرائم نسبت إليه لا يمكن تبريرها مطلقًا لكنهم كما قال شيخ الأزهر (مسلمون غلاة).
لكن أيضًا الموصل مدينة عريقة لها تاريخ إسلامي؛ سكانها 2 مليون من السنة هاجر نصف مليون وبقي مليون ونصف، ويحكمها تنظيم الدولة بجيش في تقدير البعض ﻻ يقل عن 20 ألفًا.
تركيا تحاول أن تضع بكل قوة يدها في الأرض العراقية لتأمين أمنها القومي ومنع التغيير الجيوسياسي ولتكون في قلب الحدث حتى لا تُفاجأ بتداعياته.
لكن إذا ما اشتعلت حرب تدمير الموصل ستكون مصائبها على الجميع.
نعم هي حرب لن تكون سهلة لذلك تأخرت لجمع المعلومات والاستعداد، لكن إذا تمكن الشيعة من الموصل لن يبقَ أمامهم غير حلب، وروسيا تسوي لهم الأرض وبعدها سينطلقون للجزيرة العربية ولن تستطيع تركيا أن تفعل شيئًا فقد أحاطوها بحدود من نار لإشغالها وإرهاقها.
من المصلحة للسنة أن يقع الشيعة والأمريكان في مستنقع تنظيم الدولة ولا يخرجون منه.
الخاسر بلا شك هو المدنيون من أهل السنة في الموصل.
فهل يفيء تنظيم الدولة من غلوه ويكون حائط صدٍ منيع لأهل السنة ولا يستغل باختراق لصالح أعداء الإسلام؟ سنرى!
وهل تستطيع تركيا أن تحفظ وجودها العثماني والقومي في الموصل وحلب وتمنع التمدد الشيعي؟ سنرى!
وهل يستطيع تحالف شيعة العراق وإيران والأمريكان تدميرَ الموصل والخروج من فخ تنظيم الدولة؟ سنرى!
التاربخ يقول إن الموصل هي عاصمة نينوى التي أُرسل إليهم نبي الله سيدنا يونس عليه السلام؛ {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87].
وهي المدينة التي جاء ذكرها في المعركة التي ذكرها القرآن في سورة الروم {وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم:3].
وأخيرًا الموصل تحت القتل حائرة بين الأعداء والأصدقاء!