أرشيف المقالات

كيف يزيد الإيمان وينقص؟

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
كيف يزيد الإيمان وينقص؟
 
الحمد لله مُعلِّم الإيمان، بالسنَّة والقرآن، المُجازي عليه بالنَّعيم والجِنان، والمعاقِب على تركه بالجحيم والنِّيران، والصلاة والسلام على النبي المصطفى العدنان، وعلى آله وصحبه أهل العلم والبيان.
 
وبعد:
فإنَّ من أصول أهل السنَّة والجماعة التي اعتنى العلماءُ ببيانها وتعليمها وردِّ الشُّبه عليها: زيادةَ الإيمان ونقصانه، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا ﴾ [آل عمران: 173]، وقال تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَن رأى منكم منكرًا، فليغيِّره بيده، فإن لم يَستطِع فبلسانه، فإن لم يَستطع فبقلبه؛ وذلك أَضعف الإيمان)).
 
وإنَّ كثيرًا من المسلمين وطلبة علم العقيدة يَحتاجون إلى بيانٍ مُيسَّر لهذا الأصل يوافِق لغةَ العصر، ويُقرِّب العِلم للناس في زمن السرعة.
 
فالإيمان - الذي هو لغة: التصديق الجازم، وشرعًا: تصديق الإسلام بالقلب، والإقرار به باللِّسان، والعمل به بالجوارح، يزيد بطاعة الرَّحمن، وينقص بطاعة الشيطان - يَنقسم إلى قسمين: أصلٍ وكمالٍ.
 
فالأصل: هو عبارة عن واجباتٍ، إن تُركَت ذهب الإيمانُ بالكلية، وصار الإنسان كافرًا؛ كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وإقامة الصلوات المفروضة بشروطها عند الإمام أحمد وغيره من أهل العلم؛ ودليلهم قوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بَيننا وبينهم الصَّلاة، ومن تركها فقد كفَر))، ومحرماتٍ إن فُعلَت ذهب الإيمان بالكليَّة وصار الإنسان كافرًا؛ كالشِّرك بالله، وهو عبادة الله غير الله معه، والاستهزاء بالله ودينِه وأنبيائه ورسله.
 
وأمَّا الكمال: فهو عبارة عن واجبات ومستحبَّات إن فُعلَت زاد الإيمان وتَقَوَّى، وإن تُركَت نقص الإيمان وضعُف من غير أن يذهب أصلُه؛ كصلة الرَّحم والصدقات، ومحرَّمات ومكروهات إن فُعلَت نقص وضعُف؛ كشرب الخمر وعقوق الوالدين والزنا.
 
فبهذا التأصيل يتبيَّن أنَّ تضييع كمال الإيمان يُضعفه، وتضييع أصل الإيمان يذهب به، ويصير بالتالي الإنسان كافرًا.
 
والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

شارك الخبر

المرئيات-١