وافى مرابعه الغزال الأحور
![وافى مرابعه الغزال الأحور](http://islamarchive.cc/upload/poems/absi.jpeg)
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ | وبدا لمطلعِه الهلالُ المُقمِرُ |
أهلاً وسهلاً بالحبيب فإنه | بحضوره كلُّ المحاسن تحضرُ |
ما غاب إلا هامَ قلبي نحوه | شوقاً وكدتُ من الوساوس أُحشرُ |
ولقد تَغشّى ماءَ دجلة إذ سرى | فيها الحبيب ربيعُ حسنٍ يزهرُ |
ولقد تباهى نهرُه ببهائه | فغدا على أنهار دجلة يفخرُ |
نهرٌ تطيَّبَ بالحبيب وطيبه | فكأنه بين الجنان الكوثرُ |
قدم الذي بقدومه قدم المنى | فبه البلاد ومَن بها مُتبشِّرُ |
تتبختر الأرواح في أجسامنا | شوقاً إليه إذا بدا يتبخترُ |
ونظن أن الأرض تخطِر تحته | بلباقة الحركات ساعة يخطرُ |
يمشي ولا ندري لشكل فنونه | أيميل أم يهتزُّ أم يتمرمَرُ |
ما دامت الأبصار تبصر مثلَ ذا | في ذا الجمال فأيّ قلب يصبرُ |
نورٌ على حُسنٍ على طيبٍ على | لينٍ تراه فكيف لا يتحيَّرُ |
يسبي برقة سمرةٍ دريَّةٍ | فاللون درٌّ والغشاوة جوهرُ |
يا حُسن خِطرة زعفرانِ عذاره | ومن العجايب زعفرانٌ أخطرُ |
يا من يقلِّب ناظراً في لحظه | خمرٌ يدور على القلوب فيُسكر |
واللَه لو أبصرتَ عينك عندما | ترنو لكنتَ بسحر عينك تُسحرُ |
بل لو ترى الحركات منك عشقتها | عشقاً يُخاف عليك منه ويُحذر |
فخذ المِراة عسى ترى ما قد نرى | من حُسن وجهك في المراة فتعذرُ |
أطوي وأنشر فيك يا وشي المنى | فتجلُّدي يُطوى وشوقي يُنشَر |
ماذا ترى فيمن رضاك حياتُه | وإليك موردُ عيشِه والمصدرُ |
إن تصطنعه تجده عبدك في الورى | ووليَّ نعمتك التي لا تكفرُ |
بيديك مهجته ودونك ماله | فاخبره فهو كما تحبُّ وأكثرُ |
ودَعِ التعلَّلَ بالرقيب وغيره | لو شئت كنتَ على الزيارة تقدرُ |
اعمل على أني أُرَدُّ عن الذي | أبغي فكيف أردُّ عيناً تبصرُ |
إن كان قد حُظِر الوصال فإنني | أرضى وأقنع بالذي لا يُحظَرُ |
فلأصبِرَنْ ولأكتمنَّ صبابتي | فعسى أفوز بما أُحبَّ وأظفرُ |