تعالي صباحاً إلى غُرفتي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تعالي صباحاً إلى غُرفتي | وحُلِّي بلُطفٍ عُرى رقدتي |
لعلي أعودُ إلى يقظتي | |
ولا تجزعي إن رأيت اصفرارا | بوجهي ونور الحياة توارى |
وإن لم أجب بعد بذلِ القُصارى | فألقي بنفسك فوقي دِثارا |
وفكني الكلاسم عن مُهجتي | لترجع روحي إلى جثتي |
فأنسى مناماً به حَسرتي | |
منامٌ أخافُ عليه الزَوال | وأخشى على النفسِ منهُ الوَبال |
فيا ليتَ شِعري تَرى في خَبال | أنا اوترى ما أراه خيال |
فاني حلَمتُ بجنيَّةِ | تناهَت جَمالاً كأمنيتي |
تُعلِّمُني الحُبَّ في لَيلتي | |
أنامُ فأبصِرُ فوقَ الغَمام | قُصوراً خَياليَّةً لا تُرام |
فأجثو على بابها باحترام | فيُدخِلُني الحُبُّ خِدرَ الغَرام |
فأبصِرُ في الخِدرِ حوريَّتي | تقولُ هلمَّ إلى خلوَتي |
أهَبكَ كنوزاً من اللَذَّةِ | |
هناك تُريني مُنىً لا تُرام | وتصعَدُ بي في مَراقي الهُيام |
وتطلُبُ مني بحقِّ الوِئام | بَقاءً لنبلُغَ أوجَ التَمام |
بَقاءٌ به الموتُ في لَحظةِ | فلا تترُكِيني لدى وَحدَتي |
لئلا أعودَ إلى غَفلتي | |
يُعاودُني الحُلمُ حيناً فَحِين | فأقضِي نهاري كثيرَ الحَنِين |
وأشتاقُ ليلي إلى أن يَحِين | فأخشى كأن في دُجاه كَمِين |
ففي الصُبحِ أصبو إلى ليلتي | وفي الليل أخشى على مُهجتي |
فهلا أتيتِ إلى غُرفتي | |
تعودُ إلى الجسمِ روحُ الحَياة | اذا هَمَسَت شَفتاكِ الصلاة |
وصوتُك للنفسِ حادي النَجاة | ولَمسُ يديكِ كَلَمسِ إِله |
فمري بكفك في جبهتي | وقولي وقيت من الشدةِ |
فأنهض حيّاً بأعجُوبة | |
أقومُ وفي ناظري الذُبول | وقد أُسدِلَت دونُ حُلمي السُدول |
فتَطرُدُ عيناكِ عنّي الذُهول | وأحتارُ في ما عَساني اقول |
فنجثو كلانا على الرُكبة | بعَينِك دمعٌ وفي مُقلتي |
أقصُّ مَنامي | فلا تَبهَتي |
غَرامانِ لي في الدُجى والنهار | غَرامُ الرُؤى وغرامُ الجِهار |
وبَينَهما ما لِنَفسي قَرار | ألا فارحمِيني فأيّ اعتذار |
ترُومين مني وما حِيلتي | على غير عِلمي وحُرِّيَّتي |
تَحُلُّ مَكانَكِ جِنِّيَّتي | |
تعالي إلى غُرفتي في الصَباح | وأرخي الشُعورَ وحُلِّي الوِشاح |
وَرِفِّي عليَّ رفيفَ الجَناح | وإِن لم أُجِبكِ برَغمِ الصُياح |
فَشُقِّي الجُيوبَ على الميِّتِ | ولُومي جَيبكِ أو بَكِّتي |
فقد نامَ نوماً | بلا يَقظةِ |
قد استسلمت مُهجتي للوُعود | فظلَّت بخِدرِ الرُؤى لن تعود |
وخانَتك في حُبِّها والعُهود فهل نَلتقي يا تَرى في الخُدود | |
وَإِن شفِّكِ الحُزنِ في الليلةِ | فباللَه عودي إلى غرفتي |
وأذري الدُموعَ على جُثَتي | |
وَإِن مال طَرفُكَ عني ازوِرارا | تَرَي في حَواشي الغُيومِ اصفِرارا |
يُشابه وَجهي وما تلك نارا | تُؤَجَّج بل ذاك حُلمٌ تَوارى |
يطير بحُبّي الى الخلوةِ | يطيرُ سِراعاً بلا عَودةِ |
فرُوحي فلا شيءَ في غرفتي |