لاحت قصورُ الخَيالِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لاحت قصورُ الخَيالِ | تَعلو متونَ الغَمام |
يا أختَ روحي تعالي | أطلتِ فيها المُقام |
يا اختَ روحي اسمعيني | من أوج تلك السماء |
قد كاد يقضي يقيني | هلا أجبتِ النِداء |
أراكِ لا تعرِفيني | أزالَ عني البَهاء |
أجل تغير كُنهي | مُذ جِئتُ أرضُ الشَقاء |
بُدِّلتُ فيها جَلالي | بحُلَّةٍ من عِظام |
يا أختَ روخي تَعالي | قد أضجَرَتني الأنام |
أرنو بليلٍ كئِيبٍ | وطرفُ جسمي كليل |
أُصغي تُرى من مُجيبِ | أو من خَيالٍ جَميل |
يلوحُ رجعُ سَناهُ | في طَيّ غَيمٍ ثَقِيل |
وكيف والجوُّ قفرٌ | يحارُ فيه الدلِيل |
يا ويحَ هذي الليالي | أضحت لطَرفي لِثام |
يا أختَ روحي تعالي | فالناس صَرعى نِيام |
الناسُ من هم جُسومٌ | ضاعت بهنَّ النفوس |
إن يرقُدوا فنعيمٌ | رُقادهم في البُؤوس |
واحسرتا أنا منهم | ما دام جِسمي اللَّبوس |
ناموا ونَفسيَ يَقظى | تَهذي بذِكر الشُّموس |
تَرجو انتهاءَ اعتقالي | لكي تَقُضَّ الخِيام |
يا أختَ روحي تعالي | تُلقي اليكِ الخِطام |
كانت لها الشُّهبُ عَرشا | وكنتما في اقتراب. |
فأهبِطت فهي تَخشى | وتنزوي في الحِجاب |
تظَلُّ غَرثى وعَطشى | لِقُوتِها والشَّراب |
تَقتاتُ بالصَّومِ حيناً | وترتوي بالسَّراب |
عافت ثُدِيَّ المُحالِ | يَنِزُّ منها الأوام |
يا أختَ روحي تعالي | قد حان عهدُ الفِطام |
يا أختَ روحي الحَزينة | إلى متى ذا الصُّدود |
أو أنتِ مثلي سجينة | قد أثقَلَتكِ القُيود |
مرِضتِ في الأرضِ يأساً | ولا صديقٌ يعود |
يا أختَ روحيَ صبراً | فالمُلتقى في الخُلود |
لاحت قصورُ الخَيالِ | كوَمضةٍ في الظَّلام |
أكلُّهنَّ خَوالي | ما مَن يرُدُّ السَّلام |