طَيفَ الخَيالِ حَمِدنا مِنكَ إِلماما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طَيفَ الخَيالِ حَمِدنا مِنكَ إِلماما | داوَيتَ سُقماً وَقَد هَيَّجتَ أَسقاما |
لِلَّهِ واشٍ رَعى زَوراً أَلَمَّ بِنا | لَو كانَ يَمنَعُنا في النَومِ أَحلاما |
بِتنا هُجوداً وَباتَ اللَيلُ حارِسُنا | حَتّى إِذا الفَلَقُ اِستَعلى لَهُ ناما |
قَد قُلتُ وَالصُبحُ عِندي غَيرَ مُغتَبِطٍ | ما كانَ أَطيَبَ هَذا اللَيلُ لَو داما |
وَلائِمٍ في هَوى أَروى وَصَلتُ لَهُ | حَبلَ الخَليعِ بِحَبلِ اللَهوِ إِذ لاما |
عِندي سَرائِرُ حُبٍّ ما يَزالُ لَها | تَذكارُ عَهدٍ وَما يَقرِفنَ آثاما |
لَولا يَزيدُ وَأَيّامٌ لَهُ سَلَفَت | عاشَ الوَليدُ مَعَ الغاوينَ أَعواما |
سَلَّ الخَليفَةُ سَيفاً مِن بَني مَطَرٍ | يَمضي فَيَختَرِقُ الأَجسادَ وَالهاما |
كَالدَهرِ لا يَنثَني عَمَّن يَهُمُّ بِهِ | قَد أَوسَعَ الناسَ إِنعاماً وَإِرغاما |
حَمى الخِلافَةَ وَالإِسلامَ فَاِمتَنَعا | كَاللَيثِ يَحمي مَعَ الأَشبالِ آجاما |
أَكرِم بِهِ وَبِآباءٍ لَهُ سَلَفوا | أَبقَوا مِنَ المَجدِ أَيّاماً وَأَيّاما |
تَرى العُفاةَ عُكوفاًحَولَ حُجرَتِهِ | يَرجونَ أَروَعَ رَحبَ الباعِ بَسّاما |
يَقولُ لا وَنَعَم في وَجهِ حَمدِهِما | كِلتاهُما مِنهُ قَد تَمضي لِما راما |
مَنِيَّةٌ في يَدَي هارونَ يَبعَثُها | عَلى أَعاديهِ إِن سامى وَإِن حاما |
خَيرُ البَرِيَّةِ آباءً إِذا ذُكِروا | وَأَكرَمُ الناسِ أَخوالاً وَأَعماماً |
تَظَلَّمَ المالُ وَالأَعداءُ مِن يَدِهِ | لا زالَ لِلمالِ وَالأَعداءِ ظَلّاما |
أَردى الوَليدَ هُمامٌ مِن بَني مَطَرٍ | يَزيدُهُ الرَوعُ يَومَ الرَوعِ إِقداما |
صَمصامَةٌ ذَكَرٌ يَعدو بِهِ ذَكَرٌ | في كَفِّهِ ذَكَرٌ يَفري بِهِ الهاما |
تَمضي المَنايا كَما تَمضي أَسِنَّتُهُ | كَأَنَّ في سِرجِهِ بَدراً وَضِرغاما |
أَروى بِجَدواهُ ظَمَأَ السائِلينَ كَما | أَروى نَجيعَ دَمٍ رُمحاً وَصَمصاما |
لا يَستَطيعُ يَزيدٌ مِن طَبيعَتِهِ | عَنِ المَنِيَّةِ وَالمَعروفِ إِحجاما |
خَيلٌ لَهُ ما يَزالُ الدَهرُ يُقحِمُها | في غَمرَةِ المَوتِ يَومَ الرَوعِ إِقحاما |
إِذا بَدا رُفِعَ الأَستارُ عَن مَلِكٍ | تُكسى الشُهودُ بِهِ نُوراً وَإِظلاما |
أَقسَمتُ مانِمتَ عَن قَهرِ المُلوكِ وَلا | كانَ الخَليفَةُ عَن نُعماكَ نَوّاما |
أَذكَرتَ سَيفَ رَسولِ اللَهِ سُنَّتَهُ | وَبَأسَ أَوَّلَ مَن صَلّى وَمَن صاما |
إِن يَشكُر الناسُ ما أَولَيتَ مِن حَسَنٍ | فَقَد وَسَعتَ بَني حَوّاءَ إِنعاما |
قَطَعتَ في اللَهِ أَرحامَ القَريبِ كَما | وَصَلتَ في اللَهِ أَرحاماً وَأَرحاما |
إِذا الخِلافَةُ عُدَّت كُنتَ أَنتَ لَها | عِزّاً وَكانَ بَنو العَبّاسِ حُكّاما |
ما مِن عَظيمٍ قَدِ أَنقادَ المُلوكُ لَهُ | إِلّا يَرى لَكَ إِجلالاً وَإِعظاما |
يُصيبُ مِنكَ مَعَ الآمالِ صاحِبُها | حِلماً وَعِلماً وَمَعروفاً وَإِسلاما |
كَم بَلدَةٍ بِكَ حَلَّ الرَكبُ جانِبَها | وَما يُلِمُّ بِها الرُكبانُ إِلماما |
إِذا عَلَوا مَهمَهاً كانَ النَجاءُ لَهُم | إِنشادَ مَدحِكَ إِفصاهاً وَتَرناما |
لَو كانَ يَفقَهُ القَولَ طائِرُها | غَنّى بِمَدحِكَ فيها بومُها الهاما |
لَو لَم تُجِبكَ جُنودُ الشامِ طائِعَةً | أَضرَمتَ فيها شِهابَ المَوتِ إِضراما |
وَوَقعَةٍ لَكَ ظَلَّ المُلكُ مُبتَهِجاً | فيها وَماتَ لَها الحُسّادُ إِرغاما |
رَدَدتَ فيها إِلى الإِسلامِ مظلَمَةً | سَوّى الإِلَهُ بِها فِهراً وَهَمّاما |
لَو لَم تَكونوا بَني شَيبانَ مِن بَشَرٍ | كُنتُم رَواسيَ أَطوادٍ وَأَعلاما |