أَدَهراً تَوَلّى هَل نَعيمُكَ مُقبِلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَدَهراً تَوَلّى هَل نَعيمُكَ مُقبِلُ | وَهَل راجِعٌ مِن عَيشِنا ما نُؤَمِّلُ |
أَدَهراً تَوَلّى هَل لَنا مِنكَ عَودَةٌ | لَعَلَّكَ يُعدي آخِراً مِنكَ أَوَّلُ |
سَلامٌ عَلى اللَذاتِ حَتّى يُعيدَها | خَليعُ عِذارٍ أَو رَقيبٌ مُغَفَّلُ |
أَثَرتُ مَطِيَّ القَصفِ في مُستَقَرِّهِ | فَلا القَصفُ مَتبوعٌ وَلا هِيَ تَرحَلُ |
وَأَخلَيتُ ميدانَ الصِبا مِن بَناتِهِ | وَإِنّي بِها لَلمُستَهامُ المُوَكَّلُ |
أَلا في سَبيلِ اللَهوِ أَيّامُنا الأُلى | أَتَذهَبُ فَوتاً أَو تَعودُ فَتُقبِلُ |
كَأَنّي لَم أَشهَد مِنَ الراحِ مَشهَداً | لَذيذاً وَلَم أَستَبقِها وَهيَ تُقتَلُ |
وَلَم أَحمَدِ الأَيّامَ وَالعَيشَ بَينَنا | نُعَلُّ مِنَ اللَذاتِ طَوراً وَنُنهَلُ |
فَلا رُبَّ حَربٍ لِلمُدامِ أَثَرتُها | وَقَصطَلُها جادِيُّها وَالقَرَنفُلُ |
عَلَينا رَياحينُ الحَياةِ وَفَوقَنا | سَحائِبُ بِالعَيشِ المُقارِفِ تَهطِلُ |
وَكَأسِ نَدامى يَعشَقُ الشُربُ شَخصَها | لَها مَنظَرٌ دونَ الزُجاجَةِ أَسهَلُ |
قَرَنتُ بِها الإِبريقَ فَاِفتَرَّ ضاحِكاً | وَحَلَّ لَها خَلفَ النِقابِ المُقَبَّلُ |
وَمُختَلَسٍ مِن شَهرِهِ بِنَعيمِهِ | عَلى غَفلَةٍ مِن شانِئٍ لَيسَ يَغفُلَ |
تَلافَيتُهُ بِالقَصفِ فَاِغتَلتُ طولَهُ | وَلا يَومَ في أَيّامِهِ مِنهُ أَطوَلُ |
غَدا بِبَناتِ اللَهوِ عَنّي أَميرُها | وَأَثكَلَنيهِنَّ الإِمامُ المُعَذِّلُ |
فَما أَذكُرُ اللَذاتِ إِلّا كَأَنَّما | يُمَثِّلُها لي في النَدِيِّ مُمَثِّلُ |
لَعُمرُكَ لَو أَحبَبتُ لَم أَدَعِ الصِبا | لِشَيءٍ وَلَكِنَّ التَعَزِّيَ أَجمَلُ |