لَم يَنصِبوا بِالشاذِياخِ ضَبيحَةَ الإِثنين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَم يَنصِبوا بِالشاذِياخِ ضَبيحَةَ الإِ | ثنَينِ مَغموراً وَلا مَجهولا |
نَصَبوا بَحَمدِ اللَهِ مِلءَ عُيونِهِم | شَرَفاً وَمِلءَ صُدورِهِم تَبجيلا |
ما اِزدادَ إِلّا رِفعَةً بِنُكولِهِ | وَاِزدادَتِ الأَعداءُ عَنهُ نُكولا |
هَل كانَ إِلّا اللَيثَ فارَقَ غيلَهُ | فَرَأَيتَهُ في مَحمَلٍ مَحمولا |
لا يَأمَنِ الأَعداءُ مِن شَدّاتِهِ | شَدّاً يُفَصِّلُ هامَهُم تَفصيلا |
ما عابَهُ أَن بُزَّ عَنهُ لِباسُهُ | فَالسَيفُ أَهوَلُ ما يُرى مَسلولا |
إِن يُبتَذَل فَالبَدرُ لا يُزري بِهِ | أَن كانَ لَيلَةَ تِمِّهِ مَبذولا |
أَو يَسلُبوهُ المالَ يُحزِنُ فَقدُهُ | ضَيفاً أَلَمَّ وَطارِقاً وَنَزيلا |
أَو يَحبِسوهُ فَلَيسَ يُحبَسُ سائِرٌ | مِن شِعرِهِ يَدَعُ العَزيزَ ذَليلا |
إِنَّ المَصايِبَ ما تَعَدَّت دينَهُ | نِعَمٌ وَإِن صَعُبَت عَلَيهِ قَليلا |
وَاللَهُ لَيسَ بِغافِلٍ عَن أَمرِهِ | وَكَفى بِرَبِّكَ ناصِراً وَوَكيلا |
لَن تَسلُبوهُ وَإِن سَلَبتُم كُلَّ ما | خَوَّلتُموهُ وَسامَةً وَقَبولا |
هَل تَملِكونَ لِدينِهِ وَيَقينِهِ | وَجَنانِهِ وَبَيانِهِ تَبديلا |
لَم تَنقُصوهُ وَقَد مَلَكتُم ظُلمَهُ | ما النَقصُ إِلّا أَن يَكونَ جَهولا |
كادَت تَكونُ مُصيبَةً لَو أَنَّكُم | أَوضَحتُمُ ذَنباً عَلَيهِ جَليلا |
إِن كانَ سَفَّ إِلى الدَنيئَةِ أَو رَأى | غَيرَ الجَميلِ مِن الأُمورِ جَميلا |
لَو تَنصِفُ الأَيّامُ لَم تَعثُر بِهِ | إِذ كانَ مِن عَثَراتِهِنَّ مُقيلا |
وَلَتَعلَمُنَّ إِذا القُلوبُ تَكَشَّفَت | عَنها الأَكِنَّةُ مَن أَضَلُّ سَبيلا |