نَزَلنا بِبابِ الكَرخِ أَفضَلَ مَنزِلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَزَلنا بِبابِ الكَرخِ أَفضَلَ مَنزِلِ | عَلى مُحسِناتٍ مِن قِيانِ المُفَضَّلِ |
فَلابنِ سُرَيجٍ وَالغَريضِ وَمَعبَدٍ | وَدائِعُ في آذانِنا لَم تُبَدَّلِ |
أَوانِسُ ما فيهِنَّ لِلضَّيفِ حِشمَةٌ | وَلا رَبُّهُنَّ بِالمَهيبِ المُبَجَّلِ |
يُسَرُّ إِذا ما الضَيفُ قَلَّ حَياؤُهُ | وَيَغفُلُ عَنهُ وَهُوَ غَيرُ مَغَفَّلِ |
وَيُكثِرُ مِن ذَمِّ الوَقارِ وَأَهلِهِ | إِذا الضَيفُ لِم يَأنَس وَلَم يَتَبَذَّلِ |
وَلا يَدفَعُ الأَيدي السَفيهَةَ غَيرَةً | إِذا نالَ حَظّاً مِن لَبوسٍ وَمَأكَلِ |
وَيُطرِقُ إِطراقَ الشُجاعِ مَهابَةً | لِيُطلِقَ طَرفَ الناظِرِ المُتَأَمِّلِ |
فَأَعمِل يَداً في بَيتِهِ وَتَبَذَّلَن | وَإِيّاكَ وَالمَولى وَما شِئتَ فَاِفعَلِ |
أَشِر بِيَدٍ وَاِغمِز بِطَرفٍ وَلا تَخَف | رَقيباً إِذا ما كُنتَ غَيرَ مُبَخَّلِ |
وَأَعرِض عِنِ المِصباحِ وَالهَج بِذَمِّهِ | فَإِن خَمَدَ المِصباحُ فَاِدنُ وَقَبِّلِ |
وَسَل غَيرَ مَمنوعٍ وَقُل غَيرَ مُسكَتٍ | وَنَم غَيرَ مَذعورٍ وَقُم غَيرَ مُعجَلِ |
لَكَ البَيتُ ما دامَت هَداياكَ جَمَّةً | وَدُمتَ مَلِيّاً بِالشَرابِ المُعَسَّلِ |
تُصانُ لَكَ الأَبصارُ عَن كُلِّ مَنظَرٍ | وَيُصغى إِلَيكَ بِالحَديثِ المُفَصَّلِ |
فَبادِر بِأَيّامِ الشَبابِ فَإِنَّها | تَفوتُ وَتَفنى وَالغَوايَةَ تَنجَلي |
وَدَع عَنكَ قَولَ الناسِ أَتلَفَ مالَهُ | فُلانٌ فَأَمسى مُدبِراً غَيرَ مُقبِلِ |
هَلِ العَيشُ إِلّا لَيلَةٌ طَرَحَت بِنا | أَواخِرُها في يَومِ لَهوٍ مُعَجَّلِ |
سَقى اللَهُ بابَ الكَرخِ مِن مُتَنَزَّهٍ | إِلى قَصرِ وَضّاحٍ فَبِركَةِ زَلزَلِ |
مَساحِبُ أَذيالِ القِيانِ وَمَسرَحُ ال | حِسانِ وَمَأوى كُلِّ خِرقٍ مُعَذَّلِ |
مَنازِلُ لا يَستَتبِعُ الغَيثَ أَهلُها | وَلا أَوجُهُ اللَذّاتِ عَنّا بِمَعزِلِ |
مَنازِلُ لَو أَنَّ اِمرَأَ القَيسِ حَلَّها | لَأَقصَرَ عَن ذِكرِ الدَخولِ فَحَومَلِ |
إِذاً لَرَآني أَمنَحُ الوُدَّ شادِناً | مُشَمِّرَ أَذيالِ القَبا غَيرَ مُرسِلِ |
إِذا اللَيلُ أَدنى مَضجَعي مِنهُ لَم يَقُل | عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزِلِ |