يعيرني أمي رِجال ولا أَرى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يُعيِّرُني أمِّي رِجالٌ ولا أَرى | أَخا كَرَمٍ إلِاّ بِأَن يَتَكَرَّما |
وَمَن كانَ ذا عِرضٍ كَريمٍ فَلم يَصُن | لَهُ حَسَباً كانَ اللَئيمَ المُذَمَّما |
أَحارِثُ إِنّا لَو تُشاطُ دِماؤُنا | تَزَيَّلنَ حَتّى لا يَمَسَّ دَمٌ دَما |
أَمُنتَقِلاً مِن آلِ بُهثَةَ خِلتَني | أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما |
أَلا إنَّني مِنهُم وَعِرضِيَ عِرضَهُمُ | كَذي الأَنفِ يَحمي أَنفَهُ أَن يُكَشَّما |
وَإِنَّ نِصابي إِن سَألتَ وَأُسرَتي | مِنَ الناسِ حَيٌّ يَقتَنونَ المُزَنَّما |
وَكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ | أَقَمنا لَهُ مِن مَيلِهِ فَتَقَوَّما |
إِذا اِختَلَفَت يَوماً رَبيعَةُ صادَفَت | لَنا حَكَماً عَدلاً وَجَيشاً عَرَمرَما |
لِذي الحِلمِ قَبلَ اليَومِ ما تُقرَعُ العَصا | وَما عُلِّمَ الإِنسانُ إِلا لِيَعلَما |
وَلو غَيرُ أَخوالي أَرادوا نَقيصَتي | جَعَلتُ لَهُم فَوقَ العَرانينِ ميسَما |
وَهَل لِيَ أُمٌّ غَيرُها إِن تَرَكتُها | أَبَى اللَهُ إِلاّ أَن أَكونَ لَها اِبنَما |
وَما كُنتُ إِلا مِثلَ قاطِعِ كَفِّهِ | بِكَفٍّ لَهُ أُخرى فَأَصبَحَ أَجذَما |
فَلَمّا اِستَقادَ الكَفَّ بِالكَفِّ لَم يَجِد | لَهُ دَرَكاً في أَن تَبِينا فَأَحجَما |
يَداهُ أَصابَت هَذِهِ حَتفَ هذهِ | فَلَم تَجِدِ الأُخرى عَلَيها مُقَدَّما |
فَأَطرَقَ إِطراقَ الشُجاعِ وَلو يَرَى | مَساغاً لِنابَيهِ الشُجاعُ لَصَمَّما |
وَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَكونَ لِعَقبِهِم | زَنيماً فَما أُجرِرتُ أَن أَتَكَلَّما |
لِأُورِثَ بَعدي سُنَّةً يُقتَدَى بِها | وَأَجلوَ عَن ذي شُبهَةٍ أَن تَوَهَّما |
أَرى عُصَماً مِن نَصرِ بُهثَةَ دانِياً | وَيَدفَعُني عَن آلِ زَيدٍ فَبِئسَما |
إِذا لَم يَزَل حَبلُ القَرينَينِ يَلتَوي | فَلا بُدَّ يَوماً مِن قُوىً أَن تُجَذَّما |
إِذا ما أَديمُ القَومِ أنَهَجَهُ البِلَى | تَفَرَّى وَإِن كَتَّبتَهُ وَتَخَرَّما |