يا آل بكرٍ أَلا للَّه أُمكم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا آلَ بَكرٍ أَلا لِلَّهِ أُمُّكُمُ | طالَ الثَواءُ وَثَوبُ العَجزِ مَلبُوسُ |
أَغنَيتُ شَأني فَأَغنوا اليَومَ شَأنَكُمُ | وَاِستَحمِقوا في مِراسِ الحَربِ أَو كيسوا |
إِنَّ عِلافاً وَمَن بِاللَوذِ مِن حَضَنٍ | لَمّا رَأَوا أنَّهُ دينٌ خَلابيسُ |
شَدُّوا الجِمالَ بِأَكوارٍ عَلى عَجَلٍ | والظُلمُ يُنكِرُهُ القَومُ المَكاييسُ |
كانوا كَسامَةَ إِذ شَعفٌ مَنازِلُهُ | ثُمَّ اِستَمَرَّت بِهِ البُزلُ القَناعِيسُ |
حَنَّت قَلوصِي بِها وَاللَيلُ مُطَّرِقٌ | بَعدَ الهُدُوِّ وَشاقَتها النَواقيسُ |
مَعقولَةٌ يَنظُرُ التَشريقَ راكِبُها | كَأَنَّها مِن هَوىً لِلرَّملِ مَسلوسُ |
وَقد أَلاحَ سُهَيلٌ بَعدَما هَجَعوا | كَأَنَّه ضَرَمٌ بِالكَفِّ مَقبوسُ |
أَنَّى طَرِبتِ وَلَم تُلحَي عَلى طَرَبٍ | وَدونَ إِلفِكِ أَمراتٌ أَماليسُ |
حَنَّت إِلى نَخلَةَ القُصوى فَقُلتُ لَها | بَسلٌ عَليكِ أَلا تِلكَ الدَهاريسُ |
أُمّي شَآمِيَّةً إِذ لا عِراقَ لَنا | قَوماً نَوَدُّهُمُ إِذ قَومُنا شُوسُ |
لَن تَسلُكي سُبُلَ البَوباةِ مُنجِدَةً | ما عاشَ عَمرٌو وَما عُمِّرتَ قابوسُ |
لَو كانَ مِن آلِ وَهبٍ بَينَنا عُصَبٌ | وَمِن نَذيرٍ وَمِن عَوفٍ مَحاميسُ |
أَودى بِهِم مَن يُراديني وَأَعلَمُهُم | جُودَ الأَكُفِّ إِذا ما اِستَعسَرَ البوسُ |
يا حارِ إني لَمِن قَومٍ أولي حَسَبٍ | لا يَجهلون إِذا طاشَ الضَغابِيسُ |
آلَيتَ حَبَّ العِراقِ الدَهرَ أَطعَمُهُ | وَالحَبُّ يَأكلُهُ في القَريَةِ السوسُ |
لَم تَدرِ بُصرى بِما آلَيتَ مِن قَسَمٍ | وَلا دِمَشقُ إِذا ديسَ الكَداديسُ |
عَيَّرتُموني بِلا ذَنبٍ جِوارَكُمُ | هَذا نَصيبٌ مِنَ الجِيرانِ مَحسوسُ |
فَإِن تَبَدَّلتُ مِن قَومي عَدِيَّكُمُ | إِنِّي إِذاً لَضَعيفُ الرَأيِ مَألوسُ |
كَم دونَ أَسماءَ مِن مُستَعمَلٍ قَذَفٍ | وَمِن فَلاةٍ بِها تُستَودَعُ العيسُ |
وَمِن ذُرَى عَلَمٍ ناءٍ مَسافَتُهُ | كَأنَّهُ في حَبابِ الماءِ مَغموسُ |
جاوَزتُهُ بِأَمُونٍ ذاتِ مَعجَمَةٍ | تَنجو بِكَلكَلِها وَالرَأسُ مَعكوسُ |