أرشيف المقالات

تفسير: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
تفسير: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة)

♦ الآية: ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: يونس (22).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ هو الذي يسيِّركم في البر ﴾ على المراكب والظُّهور ﴿ والبحر ﴾ على السُّفن ﴿ حتى إذا كنتم في الفلك ﴾ السُّفن ﴿ وجرين بهم ﴾ يعني: وجرت السُّفن بمَنْ ركبها في البحر ﴿ بريح طيبة ﴾ رُخاءٍ ليِّنةٍ ﴿ وفرحوا ﴾ بتلك الرِّيح للينها واستوائها ﴿ جاءتها ريحٌ عاصف ﴾ شديدةٌ ﴿ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ ﴾ وهو ما ارتفع من الماء ﴿ من كلِّ مكان ﴾ من البحر ﴿ وظنوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ﴾ دنوا من الهلاك ﴿ دَعَوُا الله مخلصين له الدين ﴾ تركوا الشِّرك وأخلصوا لله الرُّبوبيَّة وقالوا ﴿ لَئِنْ أنجيتنا من هذه ﴾ الرِّيح العاصفة ﴿ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ الموحِّدين الطَّائعين.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ ﴾، يُجْرِيكُمْ وَيَحْمِلُكُمْ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ: «يُنْشِرُكُمْ» بِالنُّونِ وَالشِّينِ مِنَ النَّشْرِ وَهُوَ الْبَسْطُ وَالْبَثُّ، ﴿ فِي الْبَرِّ ﴾، عَلَى ظُهُورِ الدَّوَابِّ، وَفي ﴿ وَالْبَحْرِ ﴾، عَلَى الْفُلْكِ، ﴿ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ ﴾، أَيْ: فِي السُّفُنِ، تَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا ﴿ وَجَرَيْنَ بِهِمْ ﴾، يَعْنِي: جَرَتِ السُّفُنُ بِالنَّاسِ، رَجَعَ مِنَ الْخِطَابِ إِلَى الْخَبَرِ، ﴿ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ ﴾ لَيِّنَةٍ، ﴿ وَفَرِحُوا بِها ﴾، أَيْ: بِالرِّيحِ، ﴿ جاءَتْها رِيحٌ ﴾، أَيْ: جَاءَتِ الْفُلْكَ رِيحٌ، ﴿ عاصِفٌ ﴾، شَدِيدَةُ الْهُبُوبِ، وَلَمْ يَقُلْ رِيحٌ عَاصِفَةٌ، لِاخْتِصَاصِ الريح بالعصوف.
وقيل: الريح يذكّر ويؤنث.
﴿ وَجاءَهُمُ ﴾، يَعْنِي: رُكْبَانَ السَّفِينَةِ، ﴿ الْمَوْجُ ﴾، وَهُوَ حَرَكَةُ الْمَاءِ وَاخْتِلَاطُهُ، ﴿ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا ﴾، أَيْقَنُوا ﴿ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ﴾، دَنَوْا مِنَ الْهَلَكَةِ، أَيْ: أَحَاطَ بِهِمُ الْهَلَاكُ، ﴿ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾، أَيْ: أَخْلَصُوا فِي الدُّعَاءِ لِلَّهِ وَلَمْ يَدْعُوا أَحَدًا سِوَى اللَّهِ، وَقَالُوا: ﴿ لَئِنْ أَنْجانا ﴾، يَا رَبَّنَا، ﴿ مِنْ هذِهِ ﴾، الرِّيحِ الْعَاصِفِ، ﴿ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾، لَكَ بِالْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ.

تفسير القرآن الكريم

شارك الخبر

المرئيات-١