أدفعُ أيامي إلى ارتدادها، |
وخلـفـْي الأخطاءُ، تؤبـِّنُ الحاضرَ. |
عرباتُ تتساقطُ منها ألقابٌ لم أرثـْها، |
لتعرِّفني بأبوَّة السَّواد، |
أقلُّ من ندمي جسـْرُك، أينَ أقيمُ سعادةَ الغرباء؟ |
أدفعُ أيامي إلى عبورِها، |
إلى دلالة تحرِّفُ البستان، |
وتذكرُ كناية الورْد، |
عارفاُ بك تجلدينَ غيومي، |
فأهرِّب أعيادي بعباءاتٍ سودٍ، |
يدفعهنَّ الْهَوَاْءُ الَّذِيْ يحرِّكُ الأبواب. |
بعدَ مُنْتَصَفِ الْلَيْلِ، |
حياد الكلمات يكنسُ ضجـَّـتي، |
فيهربُ الخريفُ من لساني |
وأختارُ شمسَك الحبيسة في الدولاب، |
أبصمها على قَمِيْصِيْ |
وأرتـِّبُ نظارتي. |
نظارتك وصيفة لدموعك. |
الحياةُ ليستْ هزائمي، |
ما من نخلةٍ تتلفـَّتُ لأدَّعي إنها أمـي، |
ما من بَرِيْدٍ لكي أؤرِّخَ أيامي، |
ما من صمتٍ بعيــــدٍ وأسودَ فأغتالها، |
إذن… ألبسُ قفـَّازَ حُروبي وأصافحها. |
المُنـْـتـَظِرونَ المُنـْـتـَظـَرون |
حيـاتي عناوينـُهُـم |
ولا يصـِلون. |
أيـَّتها الحرْبُ، |
كمْ شمساً سنجتازُ في أنفاقك، |
قبـْلَ الوصولِ إلى شمسنا الماضية؟ |
أيَّـتها الأرْملةُ الَّتِيْ تتزوَّجُ أيتامـَها. |
أيَّـتها العانسُ الَّتِيْ تطـْحنُ الفتيانَ بظلامـِها، |
مثلَ إبرٍ من العطـْر. |
الأصْدقاءُ يرسمونَ غابةَ المدافنِ |
ولا موتَ يجدِّدُ وردةَ السواد. |
المُـنـْـتظِرون المُنـْـتظـَرون، |
بعْدَ مشْهدٍ هندستـْه الحربُ، |
أجـْمعُ وجوهَهم المذعورةَ، |
كأنـَّـني أروِّضُ عطـْراً يهاجمُ روحي. |
مرشَّحونَ للنسيان، |
كمن يقرأ حياتـَهُ العزلاء |
في دفترٍ تقلـِّبُه أصابعُ النار. |
خافً السِّياجِ، |
تـُقيمُ أيامـُنا مأتمَ الذكريات. |
أيـُّها الحاضرُ، كم سنـُنـْجزُ من فواتِك؟ |
نراجعُ أيامَنا على طاولة الخريفِ |
هلْ سوى النـَّار تهـْزمُ أحْلاْمـَنَاْ؟ |
هلْ سوى أسنانـِها تصطكُّ على بَرِيْدِنَاْ؟ |
نـُنيمُ في المقهى، |
أحْلاْمَـَناْ العائدةَ من حروبٍ مؤجـَّلة، |
ونمدُّ أخطاءنا، |
سكـَّة للقطارات المحمـَّلة بأعيادنا. |
الظلامُ ماردٌ يفتحُ كيسهُ، |
فتدْخلُ الطرقاتُ، |
بينما يجلسُ الْمَوْتَىْ، |
مـُنتـَظرينَ حَبْـلَ أيامِهم. |
أصْـنعُ من رسائلي جسْراً لمدافنِ الصَّمتِ، |
وعيني إلى الغابة، |
وهي تستعدُّ لحصْدِ بَرِيْدِيْ المُتوقـَّع |
بينما، |
تفقِدُ الغيمةُ قبـَّعتها في الطريقِ إليَّ. |
قَبْـلَ فجرٍ ثالثٍ |
أنجزُ آخرَ ذكرى |
وأنبِّهُ أيِّامي لاستقبال تابوت الماضي. |
الظلامُ يحـْرسُ أخطائي، |
في الطريق إلى حلمي الماكر، |
حقيبة الهارب لا تتسعُ |
لمزيد من الذكرى. |
بَعْدُ لمْ أوْلـَدْ |
وهذهِ الحياةُ، |
رسالةً أكتُبها لامرأةٍ لمْ أجدْها. |